أن يستقيل أخنوش وأمثاله أو لا يفعلون…تلك ليست القضية

أحمــد الجــــلالي

فجأة تبخر حلم 2021 ورئاسته للحكومة، بعد “استمناء فكري” لتصدر “الحمامة نتائج الاستحقاقات المقبلة، وصار الوزير “الخانز ثروات” موضع توقع باستقالته.

وراجت شائعات هنا وهناك لأصحاب التفكير الرغبوي يقولون إن الأجل السياسي لعزيز القوم قد دنا. والتفكير الرغبوي يعني نوعا من الكهانة أو التمني وليس التوقع العلمي المبني على معطيات.

ومقابل هذه العينة برزت عينة أخرى تثني على الزعيم وتكذب ما يروج بشأنه وفي القلب أمان بمواقع وتعويضات و”ياسر من الفضة” بتعبير الإخوة الصحراويين.

وفضلا عن العينتين سالفتي الذكر، انبرت وجوه معروفة من الحزب مثل الطالبي العلمي لتنفي هذه الاستقالة المزعومة.

برأيي، ليست استقالة أخنوش أو من في وضعه مركزا ومسؤولية هي القضية، ولكن القضية الأساس هي الشفافية والمحاسبة.

فأخنوش/المشكلة ليست هي فلل تاغازوت المهدمة على رأسه، وعزيز/المعضلة ليست هي ماذا صرح وكيف تحدث وماذا قصد…لا يا سادة.

عزيز أخنوش/القضية هي/هو الوزارة البرمائية العظمى التي مكث على رأسها زمنا طويلا. وأخنوش/عزيز الإشكالية هي/هو المغرب الأخضر وتقييم نجاحه من فشله. وأخنوش/هذا وذاك هو ملايير المحروقات التي جفت الأقلام بالحديث عن تفاصيلها.

ماعدا هذا كلام في كلام..خرط في خرط..تقراط البرواك..ذر للرماد في العيون…وما شئتم من تعابير تفيد المعنى ذاته.

أخنوش وأشكاله/القضية هي ربط المسؤولية بالمحاسبة بقضيب معدني وملقاط متين حتى يمكن أن نرى الدستور يمشي حيا على رجلين ثابت الخطى.

لقد رأينا كيف صمت الإعلام المؤلفة قلوبه أو الصحافة المعلفة جيوبها على واقعة تغازوت..أصابت “اللقوة العسكرية” أدعياء الرأي وتشوافت وانطموا صما بكما لا ينطقون.

في وقت يحتاج فيه المغرب صحافة تصرخ في وجه الفساد وتتحمل المسؤولية التاريخية كرافعة تنموية وكتيبة حرب إصلاح في مقدمة جيوش الوطنيين الغيورين أخلد غالبية أهلها إلى الأرض طمعا في الفتات.

في ظرف يحتاج فيه الملك إلى من يسنده بصوت عال كي يمضي قدما في قصقصة أجنحة الثراء غير المشروع، بلع أهل الرأي ألسنتهم التي لا تصبح مولولة مجلجلة إلا على الحيطان القصيرة وتفاهات “همزة لوغ كليبي”.

نكررها للمرة الألف، المغرب في منعطف صعب، والمسؤولية جماعية،كل من موقعه، والصمت لن يعمق سوى الجراح ويد واحد يستحيل أن تصفق.

لاحظوا السلسلة التي كانت تقدش أبصار العوام والبسطاء نتيجة الصباغة الإعلامية كيف ظهر معدنها وبتسارع خرافي.

بنكيران…………..في خبر كان.

العماري…………خبرا بعد عين.

بنشماش………….كأن لم يكن.

شباط…………..في وادي الذئاب.

العثماني رغم المسؤولية……لاحس ولا خبر.

أخنوش……………..دخل الأرض واختفى.

لشكر……………..في الطريق إلى الانقراض.

هذه هي النخبة المستقيلة أصلا من الفعل الحقيقي، المستقيلة من المسؤولية الفعلية وليس “التبناد” فوق المنصات والكراسي.

ولهذا، لا معنى للحديث عن استقالة رموز نخبة هي أصلا مستقيلة.

سيكون للمغرب معنى فعلا حين تخضع للمحاسبة وتطبيق القانون ومصادرة ما راكمت من أموال حرام، أو العقاب إن اقترفت تجاوزات للقانون.

ما عدا هذا، ناموا…فما فاز إلا أمثالهم….وأنتم نيام بعيون مفتوحة.

www.achawari.com


 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد