الحكامة الأمنية: صلاح الحال من صلاح رأس المؤسسة


الشوارع

الكفاءة مثل الزيت يستحيل طمسها او مزجها بمواد أخرى أو إخفاؤها. بالمغرب كفاءات حقيقية كثيرة بلا شك، لكنها ليست بالقدر الذي يتمناه المواطن المغربي، أو لا تمتلك ما يكفي من جرأة اتخاذ القرار وإعمال القانون وتطبيق ما بين يديها من صلاحيات.
من بين الأطر المغربية التي ما فتئت تفاجئ الرأي العام الوطني بين الحين والآخر مهنيا وإنسانيا، هناك عبد اللطيف حموشي، المدير العام للأمن الوطني.  
ففي خطوة تبشر بمغرب ممكن، قرر حموشي توقيع عقوبة الإنذار بحق والي أمن أكادير، وذلك بعد البحث الإداري الذي قامت به لجنة تفتيش مركزية في قضية اختلالات وظيفية منسوبة للمسؤول الأمني سالف الذكر.

إلى ذلك، أصدر ذات المسؤول عقوبة تأديبية بحق رئيس مصلحة حوادث السير بولاية أمن أكادير، وضابط للشرطة القضائية يعمل بالمصلحة الأمنية نفسها.

وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أوفدت لجنة تفتيش إلى ولاية أمن أكادير، إثر توصلها بتقارير عن مكامن نقص في معالجة ملف حادثة سير تلقائية بخسائر مادية، ارتكبها ابن والي الأمن  في الأسبوع الأخير من السنة الماضية .
 
  وقبل هذه الواقعة بأيام وجه عبد اللطيف حموشي رسالة تنويه لشرطيين يعملان بمنطقة أمن طانطان، عبّر من خلالها لهما عن إشادته بحسهما المهني الكبير، مثنيا على التزامهما الصادق بأخلاقيات المهنة الشرطية، وتشبثهما بمبادئ التخليق والنزاهة.
 
كما خصّص المدير العام للأمن الوطني لرجلي الأمن مكافأة مالية    امتنانا لسلوكهما الوظيفي المثالي بعدما أصرا على تطبيق القانون، ورفضا تسلم رشوة من طرف تاجرين.  
“لقد قام حموشي بواجبه فقط ولا داعي للثناء عليه”، سنجد من يقول هذا، وهذا صحيح. وسيقول آخرون : “أين هم المسؤولون الذين يقومون بواجبهم حقا، فنشكرهم؟” هذا صحيح أيضا.
يستحيل أن نصل إلى مغرب المؤسسات بلا رجال ونساء تتوفر فيهم شيم الوطنية والكفاءة والجرأة ونظافة اليد واللسان.
قرارات والتفاتات مثل التي أقدم عليها مدير الأمن الوطني تقول إن مغربا آخر يكون فيه الجزاء على قدر الكفاءة  والعقاب على قدر الجرم هو المعيار  يبقى ممكنا.
المؤسسات جميعها مثل السمكة، تفسد  من رأسها، فإن صلحت الرأس فلا خوف على أمن أو غيره.

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد