افتتاحية: الإعلام رصاصة المغرب “الباردة” في معاركه المصيرية

الشوارع/المحرر

تماما كما توقعنا في عمود “رصي راسك” فالمغرب مقبل إن لم يكن دخل فعليا معركة الترافع الإعلامي عن مكاسبه بخصوص وحدته الترابية، مباشرة بعد قرار الولايات المتحدة الاعتراف الصريح والتاريخي بسيادة المغرب على كامل صحرائه.

وقلنا ونكرر إن العملية ليست سهلة وإن كسبها لن يحصل مع متحدثين هواة، بل رهين بخطة إعلامية قوامها العلم بالميدان مسنودة إلى مثقفين مطلعين واثقين في أنفسهم وأهل حرفة لم ينزلوا عليها بالمظلات ولا بالمحسوبيات.

تمكين أي كان من الشاشة والميكروفون، سيما في التواصل مع الإلام العالمي ليس مزحة. سيكون كأنك تسلم طفلا مدفعا رشاشا أو قاصرا سلاحا فتاكا لا تدري ما قد يصنع به وبنفسه معه.

إن المكسب السياسي والدبلوماسي لابد من مواكبته بإعلام قوي وصناع رأي ناضجين تمام النضج.دون هذا عبث واستسهال يؤدي إلى المطبات.

في اليومين الأولين اللذين لحقا الحدثين البارزين: الاعتراف الأمريكي واستئناف الاتصال مع الإسرائيليين، لاحظنا وكأن المغرب يتعاطى مع القضية إعلاميا “بما هو موجود”.

النتيجة أن وزيرا يشرق وزميل له يغرب. ماذا نقصد بالتحديد؟

بوريطة يتواصل مع الإعلام العبري بقليل من الاحترافية والمراس..ويعمم، وزميله أمكراز يتحدث إلى قناة عربية ويقول ما لم يخوله به أحد.

أليس للحكومة ناطق رسمي باسمها؟ أم أن الناطق مجاز فقط وشخص يملأ كرسيا “سياسيا” وكفى؟

قد يعتقد بعضهم أن الإعلام مجرد “بريستيج” وشيء من الكماليات، وهذا تفكير متخلف محنط قاتل. الإعلام يا سادة هو الحرب والحرب هي الإعلام. شئتم أم كرهتم.

لابد أن نعترف، والمناسبة شرط، أن إعلامنا الرسمي أو ما يسمى عموميا متخلف. لابد أن نعيها جيدا: إعلامنا شبه الرسمي والخاص غير محترف لأسباب موضوعية وذاتية. إنها إعاقة مزدوجة، ما جعلنا حقا ميدانا من ذوي الاحتياجات الخاصة والعامة.

من بين كل من تحدثوا في شأن المستجدات لم نجد وجها واحدا تحدث بما يجب أن يتحدث به وبالأسلوب المعول عليه في زمن الحرب. ليس لأننا نفتقر إلى الكفاءات ولكن لأن الكفاءات الحقيقية غير “مبروزة” بل موضوعة على الهامش، يا حسرة على وطن الكفاءات الذي يملك حكومة”كفاءات”.

أليس من مفارقات التاريخ أن قطر الدولة التي ليس بينها وبين الديمقراطية لا خير ولا إحسان تطلق “الجزيرة” وما أدراك ما هي، في حين يعجز المغرب عن صناعة “جزيرته” الإعلامية، وهو بلاد الدستور والتعددية في كل شيء؟

لا وزارة الاتصال ولا نقابة الصحافة ولا مجلس الصحافة سيؤهلون هذا القطاع مهما حاولوا..إن حاولوا. العطب بنيوي ويتطلب شجاعة سياسية وذاتية كي تنفك الآلة الإعلامية الوطنية من عقالها وتصوب بارودها إلى حيث يجب أن يصوب.

كلمة واحدة، وإلى الخلف در.

www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد