اللعبة انتهت..معارضة الغاسول ذابت..ومعارضة “اليوتيوب” ماتت

 الشوارع/المحرر

لا سبيل للمتتبع للمشهد السياسي بالمغرب حاليا أن يبرهن على وجود اية معارضة بمعناها الحقيقي. صحيح، قانونيا ورسميا لدينا تنظيمات سياسية حزبية ونقابات وما لف لفها، لكن بمعنى المعارضة/الأداء/الفاعلية/الإنتاج/الاقتراح…هناك الفراغ المفزع.

لماذا غابت المعارضة ببلادنا؟ هناك أكثر من جواب أو أكثر من توصيف وتحليل وتبرير وتفسير..سيطول الحيث عنها لكن سيبقى الحال هو أن لا شيء هناك بالطنجرة.

ولأن الطبيعة كارهة للفراغ بطبعها شاهدنا وعشنا ورصدنا محاولات لملأ الفراغ القاتل تمثلت في إنبات واستنبات حركات إن توفر لها أصل فلم تتوفر على فصل وإن حازت مبتدأ فإنها عدمت الخبر الحقيقي.

مثال ذلك حركة أو بالأحرى “حالة” العشرين من فبراير التي قتلها متعهدو النضال بمعناه الانتفاعي وهي صبية في مهدها ثم دفنوها وضربوا لأنفسهم موعدا سنويا للترحم عليها.

هذه الحالة الفبرايرية وجدت فاقدي السيقان والخصيات السياسية جاهزين للركوب عليها في مشهد براغماتي مقزز، وسيذكر التاريخ كيف أن جزب البيجيدي ومن معه امتطوا صهورة مهرة شعبية وساقوها إلى سوق الحكومة وقسموها فيما بينهم وزارات ومديريات وفلل وملل ونحل.

ثم انتهت اللعبة وانتهى العدالة والتنمية ومر عقد من القحط وجاءت حكومة بعده لم تكمل بعد يومها المائة فرأينا العجب العجاب من قرارات وتصريحات تقول كلها يا ناس استعدوا لمزيد من الغرائب في قادم السنوات والأشهر والأيام.

ومرة أخرى، لابد أن يأتي صوت من مكان ما ليقول إني البديل إني المعارضة إني “مهديكم المنتظر”. ولأن الناس لا يمكن أن يعيشوا في توازن نفسي من دون من يصنع لهم خطاب “الأمل”، ولأن الحكومة الحالة سيطرت أغلبيتها على البرلمان والجهات والإعلام…جات أصوات من رحم الفيسبوك واليوتيوب.

هم أصوات ومسميات لأشياء كبيرة ومنفوخة وغير واقعية. هم متفرقون في الشبكات والقارات نصبوا أنفسهم “معارضين” و “جمهوريين” و”موزيين” و “بنانيين” و “ثوريين” و “فشي شكيليين”..ركبوا ميكروفوناتهم و”وتبوردوا” خلف الشاشات”.

لا شك أن بعض المغاربة تأثروا بهم ومن الناس من ظن أن فيهم بديلا للمعارضة أو “بصيصا” لشيء ما قادم..وتوالت الفيديوهات.

ولكن كما قال حكيم: امنح الوقت وقتا وسوف ترى. وبالفعل: كان الوقت ضروريا ليظهر أهمهم على حقيقته..والبقية ستأتي حتما ليتعلم المغاربة أن يثقوا فقط في ما يلمسون ويرون ويعيشون حقيقة لا حلما أو تمنيا.

قبل أيام أعلن “حاجيب” اعتزاله اليوتيوب نهائيا بمبرر أنه “عيا”، وستثبت الأيام الخلفيات الحقيقية لهذا “العياء” المفاجيء الذي أصاب عضلات ولسان أحد كبار مكفولي عهد ميركل.

وبعدة “باحيجوب” بأيام برزت القصة الأكثر وضوحا وصحصح الواقع القبيح لهذه “المعارضة”. إنها فضيحة المومني عاشق الأموال والصفقات المالية بالعملة الصعبة، ويستحسن أن تكون باليورو يا ناس.

لن نعيد وصف الفيديو الذي ينطق صوتا وصورا ورزم اليورو تفعل بصاحبنا مفعول الهيروين وباقي المخدرات الصلبة.

لا مباديء ولا شعارات ولا هم يحزنون. إنه المال وشهوة الثروة ولتذهب الخطابات والكلام الكبير الذي دخل وساويس لعقول صغيرة صدقت وبنت على  أضغاث الأحلام  أماني وأحلاما.

المعارضة من أجل المناصب في الداخل معارضة غاسول سرعان ما ذابت مع أول رشة بمنصب أو مأذونية أو وزارة أو سفارة..ثم غابت في العدم.

ومعارضة “اليوتيوب والفيسبوك” في الخارج بان منها على الأقل عربونان والبقية ستأتي…وفي قبعة صاحب القبعة مزيد من المفاجآت..فانتظروا.

لن يبقى المغرب بلا معارضة. ولسوف تخرج معارضة وطنية حقيقية، بنت الأرض، معنا هنا، تعارض ما يجب أن يعارض ولا تبيع ولا تباع ولا تشترى ولا تساوم على مقدس أو ثابت، ولا تتآمر ولا تصاحب الشيطان.

الزعامة والمعارضة التي تصنع محدودية الصلاحية، والزعامات الوطنية الأصيلة تنبت هنا وتسقى بماء المغرب وتكبر وتزهر ثم تدفن في رحم الأرض التي خرجت منها..وتسقى برحمات أبناء البلد.

 

www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد