تكبيل يد البوليس ومنع رصاصه يعني التمهيد لمغرب السيبة..كفى

  الشوارع/المحرر 

قبل أيام حاول رجل أمن القيام بواجبه وفق ما تمليه عليه وظيفته إيقاف شاب كان على متن دراجة “مردفا” وراءه بنتين فإذا بالأمر ينتهي بوقوع الشاب في بلاعة أسفرت عن وفاته ودخول البنتين إلى الإنعاش فيها تم إدخال الشرطي سجن عكاشة في قضية مازالت تشغل الرأي العام الشعبي والأمني لما لها من دلالات.

اليوم الخميس تم دفن ضابط شاب في مقتبل العمر الحياتي والمهني كان أمس ــ وفي آخر يوم من عطلة العيد ــ كان حاول فض اشتباك بين شبان بحي شعبي فإذا بسكين من “حباس” تصيبه في مقتل، وبدل أن يودع الضابط المرحوم والديه ويعود إلى عمله بمراكش ودع الدنيا بما فيها إلى لقاء ربه.

واليوم أيضا تهتز القنيطرة على واقعة مؤلمة “بطلها” بوليسي أفرغ الرصاص في رأسه وتقول روايات متضاربة مسا اليوم إنه فارق الحياة في إنعاش “طبيب الغابة”.

وأمس أيضا نشرنا بموقعنا فيديو قصيرا لجحافل من دراجين شباب “هايجين” على متن آلات القتل المسماة “موطورات” وهم كحمر مستنفرة حول “سطافيط” بمدينة مغربية في استعراض استفزازي للشرطة.

وليلة أمس الأربعاء أيضا تعرض عميد شرطة و ضابطان بالمنطقة الإقليمية لأمن برشيد إلى اعتداء بالسلاح الأبيض من طرف شخص حيث أصيب عميد شرطة على مستوى الكتف الأيسر و الضابطان على مستوى اليدين بشكل وحشي إلى درجة أنه تم رتق جرح يد أحدهما ب  13 غرزة. .

كل هذا الذي يحدث ليس صدفا ولا مزحات من زمن التردي هذا الذي صارت فيه هيبة الأمن، المعروف شعبيا، بأنه “محزن”. الأمر أخطر من أي تبسيط: إنه تحول “لايت” وتدريجي نحو الانفلات الذي لا يريده أي مغربي كبر شأنه أم صغر. إنه ــ لا قدر الله ــ السطر الأول في كتاب “سيبة” الألفية الثالثة ما لم يتم اجتثاث بذرة العنف بكل الوسائل الفعالة والمتاحة والمقدور عليها عبر مقاربات تربوية واجتماعية حكيمة وإعلامية مسؤولة ثم أمنية بمعناها “البلدي” الذي مؤداه: العصا لمن عصا.

فإذا كانت عناصر الأمن ستصبح معرضة لهذا الإذلال وهي تؤدي عملها النبيل والحيوي فماذا بقي للمواطن الضعيف الغلبان أمام صناديد الإجرام المتكاثرين في كل شارع وزقاق؟

وإذا كان رجل الأمن أرسل بسرعة إلى السجن ربما تحت ضغط “السوشال ميديا” فماذا تنتظرون من حماة أمننا أن يفعلوا؟ وكيف لهم أن يقوموا بمهامهم تجاه كل الشطط والعنف والإجرام ـ هنا والآن ـ وهم يرون أن زميلهم “مشا في الرجيلن” وكأنه ــ غير عجبو راسو ــ فتسبب في مقتل شاب لا أحد تساءل عن سلوكه ومن أركب خلفه وطبيعة محرك الدراجة وعدم  ارتدائه الخودة..إلخ كما ألا آدميا اعترض عن السبب الحقيقي للحادثة المميتة: شكون خلا الحفرة عريانة..ومادور ومسؤولية مجلس المدينة…مثلا؟

لسنا من دعاة تغول السلطة ولن نكون من مناصري الشطط في استعمالها مهما كانت المبررات، ولكننا ضد التساهل مع كل ما سيؤدي إلى مزيد من التسيب.

لسنا ممن يصفق للسلطة خوفا ولاطمعا، ولكن الأمن من ضرورات الحياة تماما كالخبز والماء والهواء. وأمام تعفن الشارع المغربي بسبب المجرمين واللصوص وقطاع الطرق كنا ننتظر تقوية الآلة الأمنية بدل إضعافها، وحماية ظهرها قانونيا بدل إعطاء الانطباع بأن الحكمة هي “ضرب وقيس راه ميعقل عليك حد..ها ودني”.

لا يا ناس…مع مكافحة الإجرام اضرب وكاع ما تقيس..يا بوليسي ويا دركي…اضرب وكاع ما تخمم ما دمت تحمي المواطنين بروحك. لأن “التخمام” يكون في الأمور المشكوكة أو حمالة الأوجه بينما الضرب على يد المجرم وبسرعة أمر لا ينبغي أن تحملوه أي تفلسف.

  ww.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد