عزيزي بوتين: سامحتك بحقوقي..طهر العالم المجرم من ذنوبه بالنووي

 أحمد الجَـــــلالي

عزيزي الإمبراطور بوتين،

تابعت خطابك اليوم كباقي سكان الكرة الأرضية، بمناسبة توقيع اتفاقية ضمك أربعة أقاليم من أوكرانيا وكيف صارت روسية إلى الأبد تحت كنف ترسانتك النووية الجبارة.

لم أر فيك وأنا أحملق في الشاشة إمبراطورا قاهرا فقط بل نمرا آسيويا أصيلا يتلمظ بعد أن التهب فريسة طرية اللحم جيدة المشاشة.

لقد أسمعت الغرب ما لا يحب أن يسمع بعد أن مرغت كبرياءه وجبروته، المسلط على المستضعفين فقط، في بركة من براز متحلل. كان يجب أن يخرج من بين أمم الدنيا من يستطيع أن يركع هذا الغرب الغاشم. وقد فعلت رضي الرب عنك.

كان ولابد أن تتطوع امرأة حرة في مكان ما من هذا العالم المستعبد لتلد بطلا يعيد بناء اتحاد مترامي الأطراف ثم يعد العدة كلها ويجرؤ على فرض قواعد جديدة للاشتباك ورسم خريطة أخرى لعالم جديد.

كان لابد لجهاز مخابرات مثل الكي جي بي أن ينجب ابنا وطنيا شرعيا تسري في دمه أمجاد الماضي فيكمن عقدين يشتغل فوق الأرض وتحتها ثم يرفع رأسه أمام الحلف الصهيوأمريكاني لينتقم ممن أذلوا الاتحاد السوفييتي وفككوه قبل ثلاثين سنة ونيف.

عزيز بوتين:

اسمح لي أن أقدم لك نفسي، أنا الجاهل تماما بأصول البرتوكول، محسوبك أحمد، مخلوق عربي أمازيغي ،من شمال أفريقيا، كلما تحسست أي عطب جسدي أو نفسي أعانيه أو تذكرا واحدة من خيباتي في هذه الحياة فراجعتها بالعقل وقانون السببية، إلا وجدت الاستعمار هو المسؤول عنها. أنا واحد من مئات ملايين ضحايا الغرب الامبريالي.

أنا من قوم أذلت فرنسا أجدادهم وجربت فيهم الكيماوي والكلباوي وسائر البلاوي الحمراء والسوداء.وبعد أن أوهمونا بمغادر أراضينا دخلوا من النوافذ الخلفية وفعلوا فينا الأفاعيل وحرمونا حتى من لغتنا وبعد أن جردونا من حقوقنا الثقافية امتدت اياديهم إلى ثرواتنا الوطنية وورثونا الفقر والأمراض والبطالة واليأس. لم يكتفوا بهذا بل أخذونا عبيدا لإعادة بناء بلدانهم وأمرونا بالاندماج القسري وحين تحدثنا لغاتنا الأم وذهبنا لنصلي ركعتين في المسجد اتهمونا بالإرهاب.

باختصار هذا أنا وأمثالي بالملايين، لسنا في عالم تحكمه أمريكا سوى “طرش بحر” وحثالة كيميائية مصنوعة من غبار المجرات.

وبما أنهم صيرونا لا شيء، فأنا ــ بعد إذنكم ـ بصفتي “لا شيء” وليس لدي أي شيء لأخسره، أن اتقدم إلى مقامكم الموقر وبابكم العالي لأعبر لكم عن مشاعر خاصة، وبسط مطالب أرجو ألا تتعارض مع رؤيتكم لعالم لا داعي لوجوده إن لم تكن في روسيا.

هذه مشاعري:

ــ لم يسبق قبل اليوم أن وددت أن يكون لي جنسية أخرى إلى جانب جنسيتي الأصلية. فعندما رأيتك نمرا كاسرا تقف بثبات لتتفل في وجه الغرب اللعين تمنيت أن أكون روسيا يتشرف بحمل جواز سفر دولة بهذه العظمة تستطيع أن تقول وتفعل تتوعد وتنفذ…تخطط وتترجم القول إلى إنجاز على الأرض.

ــ تنميت أن أكون منتميا لدولة نووية تعيش بجدارة تحت الشمس وفوق الأرض. ترتعد منها أساطيل قوى الشر ويتبول من هولها زعماء عالم لقيط ابن قوادة.

وهذه مطالبي:

ــ لا تتراجع أبدا قيد شبر عم هزمت عليه وامض في طريقك ولا تفاوض ولا تجلس على طاولة حتى يركعوا علنا ويلعقوا “صباطك” اللامع.

ــ لا تمد أروبا بمقدار ضرطة غاز ودع شعوب القارة العجوز تقوم باللازم مع حكامها من أحذية أمريكا. ولسوف يكمل الصقيع نيابة عنك من خططت له.

ــ اترك الدمية زلينسكي ينطنط كأي سعدان مهيج.وحين يحين أجله فامنحه محاكمة عادلة مطولة ليكون عبرة لغيره من كراكيز النيتو وذيول “الحكومة السفلانية”.

ــ إن تكالبوا عليك دفعة وحدة، يا طويل العمر، فلا تلتفت ولا تكونن من المترددين بل اضرب بالنووي المغلظ وليس التاكتيكي. امح مدنا وعواصم ودولا عن بكرة تريكتها، وبالمرة حقق لهم مرادهم بخفض سكان العالم إلى الخمس.

ــ اضرب في المليان ولا يهمك يا بيه، ففي النهاية حتى لو انتهت الحياة من على كمارة هذه الأرض فستكون منتصرا لأنه وضعت حدا للعبة شيطانية هي من تحكمت في مصائر كل شعب قال عنه الشاعر: “أسير حيت أشتهي لكنني أسير”، وهي من استعبدت سكان كوكب وأقنعتهم أنهم يرفلون بنعيم الحرية والدمقراطية والعدالة الاجتماعية.

ــ اضرب ولا عليك من وخز الضمير، وهل يوجد ضمير أصلا بينما شعب كالشعب الفلسطيني يقتل يوميا طيلة سبعة عقود و “ضمير العالم” لا يرى ضيرا في ذلك؟ اضرب..ولهلا يقلب ويلا شقلب..

ــ امض راشدا أيها الفارس المغوار ولا تلتفت لحياة قد عشت منها سنوات عز وبطولة وخير ما يمكن أن تقدمه لها من معروف في النهاية هو تخريبها لأنها أصلا خراب في العقل والروح والبدن.

ــ افعلها يا رجل ولك مني كل التبجيل لأنك ستمنحني مشاهدة فناء عالم “خامج” على المباشر، لأستمتع وأنا أمضي إلى دار البقاء، بمشاهدة عالم غارق في الشرور والذنوب والجرائم…وهو “يتطهر” بالنووي.

لقد سامحتك في حقوقي كلها يا سيد بوتين…إلى اللقاء عند من تجتمع عنده الخصوم..سريع الحساب من يضع  الموازين القسط..يوم تشرق الأرض بنور ربها.

www.achawari.com

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد