الشوارع/المحرر
راجت على نطاق "إنترنيتي " وثائق مصاريف تظاهرة الرباط عاصمة الثقافة الإفريقية، وحددت في كلفة ناهزت ثمانية ملايير سنتيم، منها ستون مليون درهم من وزارة الثقافة وملياران آخران... "زرورة" من وزارة الداخلية.
وقد ذهب جزء من هذه الميزانية الحمقاء لتسديد تعويضات "فنانين" على رأسهم المدعو "طوطو" الذي أزكمت كلماته السافلة وبشاعة تصريحاته النتنة برائحة الحشيش أنوف ملايين المغاربة.
والغريبة أن الرباط العاصمة الثقافية لأفريقيا بعيدة مرمى حجر من سلا حيث مأساة غير مسبوقة يعيشها مئات المغاربة ــ من حملة بطاقة التعريف الوطنية وبطاقة الناخب الذي صوت حين قيل له "تستاهلو أحسن" ــ هؤلاء المغاربة الذين شردوا من ديارهم وصاروا يعيشون في العراء قبيل فصل البرد، ومنهم من يسعى للنزوح الإنساني نحو بلدان الجوار.
يا عالم..يا هوه يا حكومة يا وزارة الثقافة يا وزارة لفتيت، باللهم عليكم في أي كوكب تعيشون؟ ألم تكن تلك الملايير كافية لإعادة إيواء هؤلاء المغاربة المسحوقين حد الطحن؟
هل ما ينقص مغرب ما بعد كوفيد هو الرقص مع الحشاشين؟ هل الألوية لديكم هي مهرجان "البول..فار" حيث عاثت همجية ضباع بشرية هي ضحية وصنيعة البرنامج الاستعجالي للتجهيل؟
وما يدعو للجنون أن كل هذا الإصرار على هدر المال العام في ما "يفقص" المواطن يتزامن مع "دينامية" رهيبة في الاقتراض من المؤسسات الدولية، ومنها البنك الإفريقي للتنمية الذي أعلن قبل أيام قليلة عن منح مغرب الجفاف والعطش القادم ومخلفات فترة الوباء قرضا بقيمة 199 مليون أورو لدعم الأمن الغذائي وتقليل وارداته من الحبوب.
معنى القرض حسب ما أعلن أن البلاد بحاجة ماسة لكسرة خبز تسد جوع ملايين الفقراء. ومعنى ما تقترفه حكومة "طوط طوط" أن "السعاي يسعى ومراتو تصدق."
ويا ليت الثمانية ملايير ذهبت في سبيل صدقات حقيقية وعينية لصالح ملايين المساكين الذين لم يعد اي مسؤول يخجل من كونهم يعيشون تحت عتبات الفقر الأسود.
www.achawari.com