الطريقة المُثلى ليعرف والي بنك المغرب ما هو التضخم بالضبط

الشوارع ــ المحرر

تعيش بيننا في المغرب مؤسسات لا يكاد أحد من سواد الشعب يفهم لغتها. بل وحتى الصحافيون والمثقفون ليس بالضرورة أنهم يقشعون في كل ما يصدر عنها من بلاغات وما تتفضل به علينا من مصطلحات. من بين هذه المؤسسات الضخمة، بورصة البيضاء وهي تتحدث عن صعود ونزول “مادي وماضكس”، ومندوبية التخطيط وهي تنشر توقعاتها عن “الأسدس” و “الأسبع” من الشطر الثالث من ….ثم بنك المغرب وهو يفتي في التضخم ونسب النمو المتوقعة.والحقيقة أن مجهودا تواصليا رهيبا يجب أن يبذل قبل أن يعثروا في هذه المؤسسات على من يمكن أن يشرح للمغاربة معاني “التضخم” ومفاد “النمو”.

 اليوم مثلا، توقع بنك المغرب أن يصل التضخم في سنة 2023 إلى 5,5 في المائة في المتوسط، قبل أن ينخفض إلى 2,3 في المائة سنة 2024.

ــ وقد كان حريا بالبنك أن يشرح معنى خمسة ونص وليس أربعة مثلا للناس، الذين لا يحتاجون في واقعهم من يرشدهم حول منسوب الميزيريا ومصيبة الغلاء الأسود.. أما النمو في حقيقة معيشهم اليومي فمعناه “إمكانية  أننا نديرو لاباس ملي لبلاد اقتصادها يتلقح ويترقع”.

وأوضح البنك المركزي في بلاغ صادر عقب اجتماعه الفصلي الأول برسم سنة 2023، أنه “بعد بلوغ التضخم 6,6 في المائة في 2022، وهي أعلى نسبة يسجلها منذ سنة 1992، يتوقع أن يظل في مستويات مرتفعة على المدى المتوسط.

ــ كيف يكون التضخم هذا العام أقل بنص درجة من سابقه العام الماضي ولكن اسعار هذا العام تضاعفت مرتين مقارنة بالعام الفايت؟

 وسيصل خلال سنة 2023 إلى 5,5 في المائة في المتوسط، فيما سيبلغ مكونه الأساسي 6,2 في المائة، بمراجعة نحو الارتفاع بواقع 2 نقط مئوية مقارنة بتوقعات شهر دجنبر الماضي، نتيجة بالأساس للارتفاع الحاد في أسعار بعض المنتجات الغذائية المدرجة فيه”.

ــ نتحدى ايا كان من علماء الاقتصاد أن يبسط هذا الكلام لطلبة التدبير وشعب الاقتصاد والقانون….وأن يثبت في آخر ايام من تدريسهم أنهم فهموا؟؟

 والواقع أن رؤوس هذه المؤسسات التي تكلف جيوب المغاربة ملايير ممليرة سنويا هم من يجب أن يخضعوا لدورات تكوين واقعي لكي تنسجم أفكارهم وبلاغاتهم وحتى أحلامهم مع واقع المغرب كما هو فتصح توقعاتهم بناء على معطيات هذا الواقع نفسه.

ومن بين الطرق التي يجب إخضاع هؤلاء “العولاما” لها هي إجبارهم على أن يعيشوا عيشة الطبقة المتوسطة في أحسن الأحوال ليعرفوا عم يتحدثون. فمثلا، لو عاش الجواهري ولحليمي بأجر يماثل أجر استاذ صف ابتدائي أو براتب واحد من عناصر الشرطة، وذهبا للتسوق مثل الناس، ودفعا أقساط الإيجار كأيها الناس، وتلكحا لدفع مصاريف معيشة ودواء ودراسة الأطفال…ساعتها سيكون لأرقامهم معاني ولتوقعتهم صدقية..

WWW.ACHAWARI.COM

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد