ساستنا في حاجة ماسة إلى “السميك” الأخلاقي يا يتيم

 الشوارع

  يعاني وزراء العدالة والتنمية مرضا تواصليا مزمنا في علاقتهم بمتلقي تصريحاتهم وآرائهم ومواقفهم. 

فعلى أي صحافي يريد الاتصال بأي منهم أن يسجل التصريح ويحتفظ به جيدا في ذاكرة هاتفه لأطول فترة ممكنة، إذ ليس مضمونا أن المتحدث سيثبت على تصريحه ولن ينسب إليه سوء صياغة الفكرة أو اتهامه بسوء النية.

ويعرف غالبية المواطنين كيف أنه كلما طلع مسؤول من “البيجيدي” بتصريح إلا وأعقبه بتصريحات ذات صلة لا تخرج عن المضامين التالية:

ــ لم أقل ذلك ولا بحال من الأحوال..

ــ قلت كذا لكن فهموا مني خلال المقصود…

ــ قلت الجملة التالية لكنهم اضافوا إليها أمورا لم أنطق بها…

ــ جاء كلامي في السياق الفلاني لكنهم أخرجوه عن سياقه…

 آخر مثال على هذا المرض اللاتواصلي  عند قادة “البيجيدي” هو انقلاب محمد يتيم على نفسه ونفيه ما سبق أن فاه به بشأن تصريحه المتعلق بقدرة المغاربة على العيش بالحد الأدنى للأجور المعروف ب “بالسميك”، خلال مشاركته في برنامج “حديث مع الصحافة” على الثانية أمس الأحد 16 من شهر شتنبر الحالي.

 فقد اضطر محمد يتيم وزير الشغل والإدماج المهني مساء أمس الإثنين للتوضيح شارحا:  “جوابا على سؤال، كنقابي سابق ووزير الشغل حاليا (واش كيبان ليك أن المغاربة قادرين يعيشو بالسميك؟)، أجبت، (المغاربة يعني قادرين يعيشوا بالسميك ولكن خاصهم أكثر من السميك، لأن السميك هو الحد الأدنى، ولكن المغاربة في نهاية المطاف يتدبرون أمورهم وعلينا جميعا أن نعمل من أجل تحسين أوضاعهم المادية.. أيضا يمكن اعتبار تعميم التغطية الصحية نوع من الزيادة في الدخل ليس بالضرورة في الأجر ولو أن الأجر، أي الزيادة فيه ضروري…أيضا قضية السميك أساسية وخاصها تحترم وخاصنا نديرو آلية مع الباطرونا باش نشوفوا كيفاش نزيدوا في السميك بما يتناسب والمعيشة …إلخ إلخ…

 تعليق:

لقد تحدث الرجل على المباشر صوتا وصورة وقال ما قال، وها قد رأيتم أكيف أنه نشر بيانا توضيحيا يشرح فيه أقواله السابقة وكأننا شعب لا يهم دارجته ومقاصدها…هذه آفة ابتلينا بها كناخبين ورأي عام ووسائط إعلام، من خلال عدم ثقة هؤلاء المسؤولين في أنفسهم.

إننا، يا سادة، لسنا في حاجة فحسب إلى الحد الأدنى للأجور، بل لمثلها من الثقة بالنفس و الأخلاق…نحتاج “سميكا” أخلاقيا بلا شك.  

www.achawari.com

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد