جائزة للوزير أخنوش إن كان يعرف أين تقع هذه الأرض


الشوارع

   لا مزاح مع وزير البر والبحر سيما في الأمور ذات الطبيعة الفلاحية الإنتاجية الفلوسية.
ونحن هنا معشر الفلاحين، وبمناسبة السنة الفلاحية “إيض ناير” المعروفة عند أهالينا بـ”حاكوزة” حيت نضرب عميقا في ملذات الرفيسة والشفنج، ارتأينا أن نمازحك في صفة جد عسى ولعل أو نكون معك جادين في صفة مسلية في حال ما إذا..تعكر مزاجك.
فنحن أيها الوزير المحترم أهل بادية آخر شيء نفكر فيه أبا عن جد هو أن نغضب المخزن لأن سخط الدولة من سخط الله على عباده وبهيمته، والعكس صحيح باهرا.
ولنقرب إليك الفزورة الجادة تاريخيا فنحن مئات الفلاحين منحنا هذه الأرض أواخر خمسينيات القرن الذي مضى ولن يعود، وقد سموها أراضي محمد الخامس، التي حالفتنا القرعة كي ننعم بها منذ نصف قرن. لم يمدونا بأوراق ملكية ولا خلاف ذلك، أعطونا أرقاما وبينوا لأجدادنا حدود الأراضي، ثم أوصوا المراكز الفلاحية بنا خيرا، منذ زمن المحجوبي أحرضان ومن سبقوه ومن تلوهم.
اشتهرنا بانتاج الشمندر “البطراف” وسواه من المزروعات وقد واتتنا سنوات الستينيات ومناخها فغنمنا ما لا ينكر، لكن عقدي الثمانينات والتسعينات انتقما من ماضينا عبر فيضانات ومواسم جفاف لم تبق ولم تذر.
بصراحة أيها الوزير،
 نحن لا ندري عدم إعلانكم لنا منطقة منكوبة رغم أن زوارق القوات المسلحة الملكية هي من جاءت لنجدتنا من بين محيط متلاطم الأمواج ثم سلمونا بعض الأغطية، قبل أن تأتي حوامات الدرك لتصورنا غارقين لنشرات القناة الأولى.
السيد الوزير،
 هل شاهدت تلك النشرات في التسعينات ونهاية العقد الأول من هذه الألفية؟ يعني في سنه ألفين وثمانية ميلادي.هل شاهدتها؟
نحن معاشر الفلاحين “مقاريينش” لكن أبناءنا منهم من يفك
 الخط ومنهم من يعرف الفرنسية وغيرها ومنهم من “فات القايد” من حيث السكويلا، قالوا لنا ما مفاده:
ــ إننا منكوبون بالجفاف الحامي والجفاف السائل ونستحق تعويضا حكوميا معتبرا،
ــ إننا ينطبق علينا مفهوم جبر الضرر الجماعي سيما أننا كنا ولا نزال من مزاليط الأمة الأوفياء للمخزن ولاء واحتفاء وتصويتا،
ــ إننا نعاني التمييز ـ ليس العنصري معاذ الله ـ بل السقوي، لأنهم قالوا لنا سد المجاعرة ـ المعروف بسد الوحدة ــ سيفيدنا ويغنينا لكن مياهه مرت بجوارنا وحوالينا وسقت الأراضي، إلا أرضنا المقدرة بآلاف الهكتارات بقيت بورية والماء على مرمى حجر، فهل نحن مساخيط المخزن لسبب لا نعلمه؟

السيد الوزير الموقر،
كل الدواوير هنا تبلغك السلام عبر موقع “الشوارع” وتقول لك ولرئيس حكومتنا: أسكاس أماينو، وتضيف : “ربي مقورن وليني أغروم إيقورن”..وتسألك مرة أخرى بطريقة رفاق عادل إمام: إحنا ميييين؟
لتبسيط خارطة السير عليكم، البركة في زميلكم سي عزيز رباح الذي اصلح لمسقط رأسه قنطرة الموت التي راقبناها فسررنا لها أصلح الله أمره، فلا نرى عيبا أن ترافق زميلك المحترم إلى مسقط رأسه في يوم ربيعي ــ حتى يحيد الغيس مشي دبا ـ واصعدا معا تلك القنطرة وانظر حد البصر يمينا وشمالا تجد آلاف الهكتارات البورية التي ما إن تجف الأمطار ويكون الموسم الفلاحي بين فكي جفاف حتى يجف النهر الذي تحت القنطرة التي تقفان عليها من قبل قوم أقوياء شرقا لأنهم يسقون مزارعهم الغناء ولنا نحن الجفاف وغصة في القلب على محاصيلنا تضيع أمامنا. هل لديك فكره عمن يكون هؤلاء الذين قيل لنا: لا أحد يقدر عليهم وأنهم لا يدفعون حتى ديون السقي لوزارتكم. أحقا؟

اسأل السيد رباح عن اسم هذه الأرض وتاريخها فقد يكون كلام ابن منطقة التغاري ــ التي بينها وبيننا قنطرة ــ أبلغ وأكثر إقناعا.
إن اقتنعت، وذلك ما نريد، فلتتفضل مشيا كيلومترا واحدا لتشرب معنا كاس شاي وبعد أن نصلي ركعتين في مسجد القطعات ـ الحرارثة، نتعاهد أن تخبرنا أنت بحقيقة وضعنا ولم يحدث لنا كل هذا ومتى تزول كربتنا؟ ونعاهدك نحن على ألا نسرب تفاصيل لقائتا إلى مدير موقع “الشوارع”، هذا الفضولي الذي خصص للبوادي ركنا في جريدته وأغرانا بطيب الكلام حتى جر لساننا فقصصنا عليه حكايتنا.
تانميرت باهرا.

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد