التكنولوجيا لا تلائم مزاج الإدارة المغربية المنتمية للعصر الورقي

الشوارع

 في الوقت الذي بات العالم المعاصر يستخدم الإدارة الالكترونية ويختصر المسافات العملاقة زمنيا وإنتاجيا وتواصليا، مازات إدارتنا المغربية تخاف هذا “العجب العجاب” المسمى وسائط تواصل ووسائل إرسال رقمي لا يمكن أن تسايره عقليات إدارية تنتمي “منهجيا” إلى العقود الأخيرة من القرن الماضي.

ومن أمثلة هذا الرهاب التكنولوجي ما ورد في مراسلة لوزير الداخلية عبد الوافي لفتيت إلى الولاة والعمال والمديرين بالإدارة المركزية، وولاة الجهات وعمال العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات، يمنعهم من خلالها من تبادل المراسلات والوثائق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا العفريت الأخضر المسمى “واتساب”.

 وشددت رسالة لفتيت على تحصين المراسلات والوثائق الإدارية من أي استعمال غير قانوني أو تحريف، أو إتلاف، وتأمين الأنظمة المعلوماتية للإدارة وكذا قنوات تبادل المراسلات والوثائق.

ودعت مراسلة وزير الداخلية الموظفين إلى التمييز بين الحق في الحصول على المعلومة وواجب كتمان السر المهني من طرفهم بصفة عامة، وللمكلفين بمكاتب الضبط والاتصال بشكل خاص.وبنبرة تهديد، ختمت المراسلة بالتشديد على أن أي شخص لم يلتزم سيعرض لعقوبات تأديبية أو جنائية، طبقا للقانون.

تعليق:

نتفهم الحرص على تحقيق الأمن الإداري و الأمن “الوثائقي” من قبل وزارة عملاقة وحساسة كوزارة الداخلية المغربية، كما نقدر الخوف الذي ينتاب لفتيت ومن هم في مثل مقامه في هرم السلطة من خطر الاستعمال السيء للتكنولوجيا، لكن ــ ومع هذا ــ لدينا “رسالة جوابية” على رسالة الوزير، مبعثها فهمنا المختلف للتواصل التكنولوجي و خبرتنا في المعاناة مع تكلس العقليات،والذي يخنق كل محاولة تحديث لكائن جبار يسمى الإدارة، سبق وأن اشتكى ظلمه ملك البلاد نفسه في خطاب رسمي:

ــ المطلوب يا وزير الداخلية ليس تفادي التكنولوجيا بل استشارة الأطر المغربية الشابة في كيفية الاستفادة منها والتكيف معها وليس محاربتها، لأن الوقوف بوجه الطوفان مستحيل

ــ الحق في المعلومة والسر المهني وجهان لعملة تبدو واحدة إلى حد بعيد: ما يمكنش تخزن كلشي باسم “السر” ثم تتحدث عن الحق في المعلومة..الأمر يعني إما أو..تقاليدنا في التعامل مع المعلومة ــ سيما إداريا ومحزنيا ــ قائمة على “شم ولم وعاود تأكد واخزن.

ــ التهديد بتغريض “المخالفين” لعقوبات إدارية أو سجنية ليس بالمرة وسيلة بيداغوجية في التعامل مع الكادر البشري الإداري بالمغرب، فليس خافيا الوضع النفسي و الاجتماعي الذي يسود السواد الأعظم من جيش الموظفين ببلادنا..وتأكد أيها الوزير أن الموظف المغربي لم يعد يخيفه لا التهديد ولا الوعيد، كما لم يعد يصدق أي خطاب رسمي من أمثال بن عبد القادر حول التحديث أو التحفيز أو اللاتمركز أو عد التركيز…الجلد عندما “يكبر” يصبح غير مبال بالوخز.

 www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد