خط التحرير

في هذا الزمن “العنكبوتي” الخطير كادت “خطوط التحرير” وخرائط الطرق المتعارف عليها مهنيا أن تختفي نهائيا نتيجة التشوهات التي اعتلت وجه هذه المهنة النبيلة أصلا وفصلا.

ففي وقت تكاد تسلم فيه الصحافة بتقاليدها وعتادها إلى مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي، وفي زمن غطى فيه صراخ “البودكاست” على هيبة رئيس التحرير..وصرنا إلى تمجيد جماعي للرداءة والتدريج..
في مفترق طرق كهذا، تبدو الحاجة ملحاحة إلى تمايز عملي بين الجودة والاحتراف من جهة ضد التفاهة والابتذال في الجانب المقابل.

وعليه، هاكم أسس خطنا التحريري بلا مواربة:
ـ نؤمن بأن الصحافة حرفة ذات رسالة، ونعبر عن غيرتنا على مهنتنا هذه، مستشعرين حجم الضرر الذي ألحقه بها الدخلاء، سيما عبر مجال الإعلام الرقمي الذي فتح باب الفوضى لكل العاهات والمعتوهين، وهي القذارة التي لن نتردد في كنسها كلما صادفناها في أي زقاق من “شوارعنا”.
ـ نعتقد أن الصحافة وسيلة تنمية بشرية وشريك أساسي في أي انتقال نحو الديمقراطية، ومن هذا المنطلق فهي ضرورة وليست مجرد واجهة أو ضرب من الكماليات.
ــ نميز بين المصطلحات ونقول إن الموضوعية ممكنة لكن الحياد مستحيل في هذا المجال، ومن ثمة فلن نكون محايدين كلما تعلق الأمر بقضايا الوطن والأمة ومقدساتهما، لأن “الحياد” في المعارك المصيرية خسة وجبن وخيانة..الإعلام سلاح ولن نتردد في إطلاق نيرانه على من يستهدف وجودنا أو حدودنا.
ـ وبقدر احترامنا لمؤسسات بلادنا وللقانون المنظم لقطاع الصحافة والنشر، سنحرص على انتقاد أي اعوجاج أو انحراف لكل فاعل في الشأن العام، ولن نتردد في فضح المفسدين، مثلما لن نجد حرجا في إنصاف من أحسن عملا.
ــ يسود حاليا “فهم” معين أن الصحافة شجاعة، ولن تكون شجاعا ما لم تنتقد الحكم والسلطة، كي يصفق لك “الجمهور”.
جوابنا: خطنا التحريري في “الشوارع” لا يغريه تصفيق جمهور و لا ينساق وراء إغراءات شعبوية، رغم انحيازه المبدئي لقضايا الناس وإصغائه لصوت الشارع. هناك فرق دقيق وحاسم بين الانتشار والتأثير، وتلك هي المعادلة.
في المغرب، مازال الحق في المعلومة مجرد شعار، لكننا في “الشوارع” لن نمل من البحث عن الدليل والوثيقة.. ثم ننشر الحقيقة.

تلك هي الجرأة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد