هل ستنقرض الأفران والمخابز المرخصة..ونحن نتفرج؟

أحمد التجاني

لعل الإنجاز التاريخي المحقق بقطر من المنتخب المغربي والإستقبال الملكي والشعبي الباهر حديث الساعة بامتياز، والإستشهاد به لمناقشة دواخل وعطاء أي قطاع لا يعتبر حشوا، بقدر ما هو حشد للعزائم ودعوة للإلتحام حول هذا الوطن بنفس القدر من النية، روح العائلة، نكران الذات والقتالية لإنجاح الأهداف الجماعية.. فأين نحن كمهنيين، كجامعة وطنية للمخابز، كسلسلة بيمهنية وكقطاع وصي من هذا كله؟؟

الأرقام القادمة من مجموعة من المناطق صادمة.. في جهة بني ملال خريبگة، ثمانية أفران تقليدية ومخابز بالفقيه بنصالح والنواحي “هبطت الريدو” أي أن نسبة ٪ 70 من مجموع المخابز هناك لم تقاوم!!

بالبيضاء، العشرات من المخابز المرخصة والأفرنة عن كل عمالة غير مهنيوها القطاع أو شمعوا أبوابهم!!

بمدينة سلا وفاس وشفشاون والكثير من المدن الصغيرة، كنز تاريخي تنفرد به بلادنا عن كل بقاع العالم، يتمثل في الأفرنة المتخصصة في طهي ” خبز الوصلة ” وحلويات وشهيوات الحومة، عمر بعضها يفوق 400 سنة.. منها من وافتها المنية.. ومنها من خفت لهيب نار “الكواشية” بها.. وهذا أمر يسائلنا جميعا.. مهنيين، وزارة بفروعها الثلاث.. صناعة تقليدية، سياحة واقتصاد تضامني اجتماعي.. كيف يمكن أن نسمح بهدر هذا التراث المغربي الفريد؟!

وإحقاقا للحق، فإن التشريعات والنصوص التنظيمية التي وضعتها الدولة نموذجية، لكن التنزيل للأسف تشوبه الإختلالات والتقاعس، ولعل أحد مظاهره، عدم التوفيق في تنزيل وتطبيق القوانين بين الحقوق والواجبات حتى تتحقق العدالة والتوازن اقتصادات وهنت ولا يمكنها تحمل كل هذا الحيف وانعدام الحماية والغلاء المتصاعد للمواد الأولية ونقاط الإنتاج والبيع العشوائية التي أحالت سوق التجارة لغابة متوحشة لا تبقي ولا تذر..

وإحقاقا للحق أيضا، ومن باب المسؤولية، فإننا في الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب، لم نرتق بعد لمستوى جسامة الوضع والأحداث في عطائنا، ولعلنا نجانب الصواب في تعاطينا مع ملفات القطاع من خارج الهيئة البيمهنية التي ننتظم داخلها رفقة شركاءنا بقوة القانون، لكن ليس بصيغة الإدارة الوصية كما يفهم البعض.

 لا يمكن لهذه الهيئة أن تملي على الجامعة الوطنية ما يجب فعله كما أسلفت من وضعية الوصي، بل نحن من يجب أن نضع إحداثيات أزمة القطاع وأهمية عامل الزمن الضاغط و وضع خطة العمل اللازمة والملفات ذات الأولوية للملمة هذا الشتات المهدد للقطاع.. ولعل هذا يعود بنا لسياق الإنجاز التاريخي لمنتخبنا الوطني وجامعته الملكية الناجحة.. علينا بالنية، نكران الذات، روح العائلة والقتالية والكفاءة من أجل إيصال أفكارنا حتى تحقيق المراد..

 

                 [email protected]

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد