الشوارع ــ وكالات
بعد أزيد من 13 شهرا على انطلاق الإبادة الجماعية في غزة، وبعد مرور أيام على قمة الرياض التي حضرتها تركيا، استفاق رجب طيب اردوغـان بمزاج مختلف فقطع العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب ثم منع اليوم رئيس الاحتلال من المرور فوق الأجواء التركية.
وفي التفاصيل، رفضت تركيا طلبا بشأن السماح لطائرة الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، بالعبور من مجالها الجوي، لكي يتمكن من السفر إلى العاصمة الأذربيجانية باكو.
وقالت مصادر مطلعة لوكالة الأناضول، اليوم الأحد، إن السلطات الإسرائيلية طلبت استخدام المجال الجوي التركي لعبور طائرة هرتسوغ إلى باكو من أجل المشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 29”.
وأوضحت المصادر أن السلطات التركية رفضت الطلب الإسرائيلي.
وأمس السبت، أعلن مكتب الرئيس الإسرائيلي، في بيان نشرته قناة (12) العبرية الخاصة عبر موقعها الإلكتروني، أنه “في ضوء تقييم الوضع الأمني ومن دوافع أمنية، قرر الرئيس (هرتسوغ)، إلغاء رحلته إلى أذربيجان، للمشاركة في قمة المناخ”.
ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن ما وصفه “بالدواعي الأمنية”.
وكان من المقرر أن يشارك هرتسوغ في القمة الدولية التي تضم قادة من مختلف أنحاء العالم، على أن تكون زيارته لأذربيجان قصيرة وتقتصر على بضع ساعات فقط.
وانطلق مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “كوب 29”، في العاصمة الأذربيجانية باكو، في 11 نوفمبر الجاري، ويستمر حتى 22 من الشهر ذاته.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد الأربعاء الماضي أن بلاده قطعت التجارة والعلاقات مع إسرائيل، وأنها تقف مع فلسطين حتى النهاية.
وجاء ذلك في تصريحات صحفية خلال عودته من زيارته إلى السعودية لحضور القمة المشتركة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية.
وقال أردوغـان: “تشكل القيود التجارية والحظر على إسرائيل شكلا من أشكال النضال، ومن المهم انتهاج دبلوماسية نشطة من شأنها أن تحاصر إسرائيل في كل المجالات من أجل زيادة الضغط الدبلوماسي عليها، فنحن في خضم اختبار عظيم للإنسانية ممكن اجتيازه إذا كنا جزءا من التحالف الإنساني، وإلا فإن التاريخ سيحاكم من يقفون إلى جانب إسرائيل ويصمتون إزاء الظلم”.
وتطرق أردوغان إلى مزاعم استمرار تركيا في تجارتها مع إسرائيل، مشددا أن هدف تلك المزاعم هو إضعاف الحكومة الحالية في تركيا.
وذكر أن تركيا هي الدولة التي أبدت أقوى رد في العالم على ظلم إسرائيل، واتخذت خطوات ملموسة بما في ذلك وقف التعاملات التجارية معها. وقال بهذا الخصوص: “قطعنا التجارة والعلاقات مع إسرائيل، ونقف مع فلسطين حتى النهاية”.
تعليق:
علامات استفهام كثيرة ومشروعة طرحت من قبل العرب والمسلمين عن حقيقة الموقف التركي إزاء الإبادة التي مازال يعيشها الشعب الفلسطيني كل هذه الأشهر الطويلة…لماذا أبقى أردوغان على العلاقات مع تل أبيب ولماذا استمرت التجارة بين الطرفين بما فيها البذلات العسكرية حتى عندما وصل عدد شهداء غزة إلى ما فوق الـ 30 الفا؟
اردوغان مثل ترامب كونه تاجرا..وقد أثبت أنه مستعد للمتاجرة في كل شيء. ومهما صعد في المواقف فلن يأخذه عربي أو فلسطيني أو مسلم على محمل الجد المبدئي. ولن ينسى التاريخ أن أردوغـان نفسه من خص رئيس الكيان باستقبال تاريخي بموكب خيول أصيلة على الأرض التركية.