نشر موقع عربي بوست تقريرا خطيرا عقب سقوط نظم بشار الأسد وكيف توجهت تركته من السلاح نحو ليبيا حفتر . ونقل الموقع عن مصادر ليبية وصفتها بالمتطابقة تفاصيل وصول جنود وعتاد روسي من قاعدة طرطوس العسكرية التي تسيطر عليها موسكو في سوريا، بالإضافة إلى جنود سوريين، إلى ليبيا في الأيام التي تلت فرار بشار الأسد، رئيس نظام سوريا، من البلاد.
وقالت المصادر للموقع المشار إليه إن روسيا حاولت إعادة التموضع في ليبيا بعد تراجع نفوذها في سوريا، حيث كانت في تحالف طويل مع بشار الأسد. ومع رحيله عن سدة الحكم، بات وجود روسيا في سوريا “غير مقبول”، لذا بحثت عن حليفها الآخر في المنطقة، وهو خليفة حفتر، لنقل تواجدها العسكري من سوريا إلى ليبيا، وهو ما حدث.
بداية التحرك الروسي
كشفت مصادر عسكرية ليبية أن روسيا قامت، عقب سقوط نظام بشار الأسد مباشرةً، بنقل قوات ومعدات عسكرية إلى ليبيا في محاولة منها لإعادة التموضع بعد خسارة نفوذها في سوريا.
وقالت المصادر إنه وفقاً للمعلومات المؤكدة، هناك ست طائرات روسية وصلت إلى قاعدة الجفرة في وسط البلاد، حيث وصلت طائرات “إليوشن” إلى القاعدة عبر رحلتين قام بهما الطيران الروسي.
وأوضحت المصادر أن الرحلات تضمنت طيراناً عسكرياً وطيراناً مدنياً لنقل الجنود العسكريين الروس، مشيرةً إلى أن الرحلات انطلقت من مطار طرطوس السوري مباشرةً إلى ليبيا.
كما أشارت المصادر إلى وصول رحلات أخرى من بيلاروسيا تحمل عناصر روسية وأخرى سورية، لكن هذه الطائرات هبطت في مطار قاعدة براك الشاطئ الليبي بالقرب من مدينة سبها، مشيرةً إلى أن الجانب الروسي قام بتوسيع وتطوير مهبط الطيران في مطار القاعدة العسكرية.
وكشفت المصادر أن الروس يمنعون دخول أي شخص ليبي إلى الداخل بالمطلق، وتقتصر حماية الليبيين للقاعدة على الخارج فقط.
من جانبه، أكد مصدر مطلع في حكومة عبدالحميد الدبيبة رصدهم وصول تلك الرحلات والقوات الروسية، قائلاً لـ”عربي بوست” إن نقل القوات الروسية إلى ليبيا مبعث قلق للجانب الليبي في ظل ما وصل للحكومة الليبية من معلومات مؤكدة حول ذلك في الأيام التي أعقبت سقوط نظام بشار الأسد.
كذلك، قال المصدر الحكومي إن رئيس حكومة الوحدة الليبية عبدالحميد الدبيبة وجه رسالة إلى الحكومة الروسية للتحذير من خطوة نقل قوات وأسلحة من قاعدة طرطوس العسكرية السورية التي تسيطر عليها روسيا إلى ليبيا.
وأشار المصدر الليبي إلى أن حكومة الدبيبة “منزعجة جداً من كل الأخبار التي تشير إلى التحرك الروسي باتجاه الأراضي الليبية، وأنها أرسلت عناصر سورية وروسية، وكذلك أسلحة، إلى قاعدة براك الشاطئ” في جنوب ليبيا.
سحب أنظمة دفاع جوي
في سياق موازٍ، نشر أوليفر ألكسندر، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة Cambridge Analytica، على حسابه على تويتر أن روسيا قامت بسحب أنظمة دفاع جوي متقدمة وأسلحة متطورة أخرى من قواعدها في سوريا إلى ليبيا.
وقال ألكسندر إن طائرات شحن روسية نقلت معدات دفاع جوي، بما في ذلك رادارات لأنظمة اعتراضية من طراز إس-400 وإس-300، من سوريا إلى قواعد في شرق ليبيا تسيطر عليها قوات خليفة حفتر المدعومة من موسكو. كما نقلت روسيا قوات وطائرات عسكرية وأسلحة من سوريا في إطار خفض كبير لوجودها هناك.
كذلك، توقفت طائرة شحن مملوكة لوزارة الطوارئ الروسية – التي تشارك في مهام عسكرية وإنسانية – في شرق ليبيا، في طريقها من روسيا إلى مالي، حيث يوجد لروسيا وجود عسكري، وذلك في 16 ديسمبر/كانون الأول 2024، للمرة الثانية في أسبوع، وفقاً لموقع تتبع الرحلات الجوية AirNav Radar.
وبحسب موقع Flightradar24 لتتبع الرحلات الجوية، حلقت طائرة شحن مملوكة لشركة Rubistar، وهي شركة تقول الولايات المتحدة إنها سلمت أفراداً ومروحيات روسية إلى إفريقيا، من مينسك في بيلاروسيا إلى شرق ليبيا في 13 ديسمبر/كانون الأول 2024. وقال المسؤولون الليبيون إنها نقلت معدات لوجستية مثل المركبات ومعدات الاتصالات، ومن المرجح أيضاً أنها سلمت ذخيرة، وهي التفاصيل التي نشرتها صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.
الطائرات الروسية
وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، نقلت عن مسؤول عسكري في قاعدة الخادم الجوية في شرق ليبيا قوله إن نصف دزينة من الطائرات الروسية – بعضها قادم من روسيا والبعض الآخر من سوريا – وصلت محملة بمعدات عسكرية منذ الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، عندما أطاح المسلحون السوريون بحليف روسيا بشار الأسد.
وأشار الضابط الليبي إلى أن الطائرات الروسية وصلت دون سابق إنذار، ولم يتم إبلاغ القاعدة الجوية التي هبطت فيها إلا عندما كانت في الجو بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، أفاد بأنه في اليوم الذي سيطر فيه المسلحون السوريون على العاصمة دمشق، هبطت عدة طائرات مدنية أقلعت من دمشق في بنغازي، وفقاً للضابط.
ولم يتسن التأكد من طبيعة حمولتها بشكل مستقل، لكن سجلات الرحلات الجوية المتاحة للجمهور تظهر حركة مرورية أثقل من المعتاد في الأيام الماضية بين روسيا أو بيلاروسيا وشرق ليبيا، الذي يسيطر عليه زعيم عسكري مدعوم من الكرملين.
طائرات شحن روسية
أفادت الصحيفة بأن أربع طائرات شحن روسية من طراز إيل-76 على الأقل قامت برحلات من موسكو أو مينسك إلى بنغازي في شرق ليبيا ثم عادت منذ الأسبوع الأخير من ديسمبر/كانون الأول 2024.
رحلتان إلى بنغازي
ذكرت الصحيفة الأمريكية أيضاً أن رحلتين تديرهما وزارة حالات الطوارئ الروسية انطلقتا في الساعات الأولى من صباح 13 ديسمبر/كانون الأول 2024، ووصلتا إلى بنغازي قبل أن تتوقف الطائرات عن مشاركة موقعها، وفقاً لبيانات من موقع FlightRadar24 لتتبع الرحلات الجوية في الوقت الحقيقي. وقد تم تحديد موسكو كمطار المغادرة لإحدى الطائرتين، بينما لم يتم تحديد مطار المغادرة أو الوجهة للطائرة الأخرى.
كما أشارت الصحيفة إلى أن شركة شحن بيلاروسية خاضعة لعقوبات أمريكية أرسلت طائرتين من طراز Il-76 من العاصمة البيلاروسية مينسك، ولم تحدد وجهتهما. لكن مسارات الرحلات المتاحة للجمهور أظهرت وصول الطائرتين إلى بنغازي قبل انقطاع مسار الرحلة.
انسحاب المعدات
وفقاً لحسابات نشطاء سوريين، فقد تم رصد عدة أرتال من المعدات العسكرية الروسية تتجه من دمشق إلى قاعدة حميميم الجوية والقاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
كما أظهرت صور نشرتها شركة الأقمار الصناعية “ماكسار”، وشاركها موقع The Warzone في وقت سابق، انسحاب مركبات ومعدات عسكرية روسية من قاعدة حميميم، متجهة على ما يبدو إلى طرطوس.
عشرات الشاحنات العسكرية
أظهرت إحدى الصور الملتقطة قبل أيام عشرات الشاحنات العسكرية وناقلات الجنود المدرعة، بالإضافة إلى أفراد متجمعين على مدرج مطار حميميم، مع طائرة شحن من طراز إيل-76 تقف في مكان قريب.
وتُظهر صورة أخرى، التُقطت قبل أيام ونشرها موقع The Warzone، طائرتي نقل ثقيلتين من طراز أن-124 وقد رفعت أنفهما. كما أظهر تحليل أجرته صحيفة نيويورك تايمز تفكيك مروحية هجومية من طراز كا-52، كما يُفعل عادةً قبل تحميلها على مثل هذه الطائرة، ونظام دفاع جوي من طراز إس-400 بالقرب منها.
في حين أظهرت صور أخرى التُقطت بواسطة الأقمار الصناعية عشرات الشاحنات وناقلات الأفراد متكدسة في القاعدة البحرية الروسية في طرطوس.
كما ذكر موقع The Warzone أن طائرات الشحن الروسية التي طارت إلى ليبيا نقلت معدات دفاع جوي متقدمة، بما في ذلك رادارات لأنظمة الدفاع الجوي إس-400 وإس-300.
تعليق:
في كل شيء بليبيا تجد حفتر…لا أحد يدري معنى حفتر لكن حفتر لا بد أن يحفتر في كل صراع إقليمي. ربما يكون في كل بلد عربي حفتر ينتظر دورا ما في ظروف ما…اسألوا حفتر إن شئتم.