بات زعماء كثر عبر العالم، سواء من داخل الكيان الإسرائيلي ومن خارجه، يتنافسون في إيجاد انتقاذات وشتائم تليق بنتنياهو. والناس معها حق في الاجتهاد قدر المستطاع في وصف مجرم الحرب الذي يجر العالم نحو حرب عالمية جديدة.
في هذا السياق، شن إيهود أولمرت، رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، هجوماً حاداً على بنيامين نتنياهو في مقال نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الأربعاء 26 يونيو 2024، اتهم فيه رئيس الوزراء الحالي بـ”الخيانة“. واتهم أولمرت رئيس وزراء الحالي بنيامين نتنياهو بتعمد إطالة أمد الحرب والتخلي عن الأسرى.
وزعم رئيس الوزراء الأسبق أن النصر التام قُصد منه أن يكون هدفاً مستحيل التحقيق لكي يتيح لنتنياهو، متى ما شاء، إلقاء اللوم في الإخفاق على عاتق الجيش وعلى رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي، الذي يقود العملية العسكرية في قطاع غزة.
وأشار أولمرت إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الحالي دأب هو ووكلاؤه وأفراد عائلته وأبواقه الإعلامية على شن حملة ممنهجة ضد القيادات العسكرية والأمنية والسياسية.
وواصل هجومه على نتنياهو وقال إنه يبث السم، واتهمه بالتحريض والعمل على زعزعة ثقة الشعب الإسرائيلي بمن يتولون القيادة في زمن الحرب.
كما اتهمه بتشكيل حكومة أمنية “تضم مجموعة قليلة من الأشخاص الذين يفتقرون إلى المهارات والخبرة أو الفهم للنظام المعقد للغاية” الذي من المفترض أن يقدم خدمات لا حصر لها ويتعامل مع مشاكل لا نهاية لها.
وأشار إلى أن هذه الحكومة تنحاز إلى المصالح الشخصية للوزراء والأحزاب التي يمثلونها ومصالح المجموعات السكانية المعروفة بدعمها لها، بينما ترزح شريحة عريضة من الشعب تحت ثِقل المصاعب الناجمة عن تداعيات الحرب في غزة.
وخلص إلى أن النتيجة الطبيعية لهذا التنوع “البائس” لأعضاء الحكومة هي انهيار غير مسبوق لجميع الخدمات التي يحتاجها الجمهور في الأحوال العادية، وخاصة في ظل الظروف الاستثنائية للغاية التي تعيشها إسرائيل منذ أكتوبر 2023.
“فالاقتصاد ينهار، والخدمات العامة تتداعى، ومناطق بأسْرها مهجورة، وليس لدى الحكومة أي خطة، ولم تبذل أي جهد من شأنه أن يؤدي إلى تحسن الوضع ويمنح (الناس) بصيص أمل”، حسب تعبير أولمرت.
أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال اليوم الأربعاء ، إن خطط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لتوسعة الحرب بالمنطقة ستتسبب بكارثة كبيرة، داعياً العالم الإسلامي ودول الشرق الأوسط للتصدي لهذه المخططات الدموية.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس التركي، الأربعاء، أمام الكتلة البرلمانية لـ”حزب العدالة والتنمية” في مقر البرلمان بالعاصمة أنقرة.
وقال أردوغان في كلمته إن “إسرائيل التي حرقت ودمرت غزة يبدو أنها وجهت أنظارها الآن إلى لبنان، ونلاحظ تلقيها دعماً من الغرب من خلف الستار”.
كما أكد وقوف بلاده إلى جانب الشعب اللبناني ودولته، داعياً سائر دول المنطقة إلى التضامن مع لبنان.
فيما أشار إلى أن “وقوع الدول التي تتشدق بالحرية وحقوق الإنسان والعدالة أسيرة لشخص مريض عقلياً مثل نتنياهو يعد أمراً خطيراً وبائساً”.
وأعرب الرئيس التركي عن أسفه وحزنه لما يشهده العالم الإسلامي من مآسٍ، مشيراً إلى أنه أجرى اتصالات مع قادة العالم الإسلامي بمناسبة عيد الأضحى، وأنه بحث معهم سبل إيجاد حل لحقن الدماء في فلسطين والسودان.
وقال: “إن صورة أطفال غزة وقد التصقت جلود بطونهم على ظهورهم لأنهم لم يجدوا لقمة خبز ليأكلوها، سُجلت في كتاب العار للعالم المتمدن”.
كما اعتبر صور أطفال غزة بأنها “رمز ليس فقط لإفلاس النظام العالمي، بل أيضاً لعجز العالم الإسلامي”.
فيما جدّد التأكيد على وقوف تركيا إلى جانب فلسطين أسوة بالسلطانين سليم وعبد الحميد، وعلى نهج الجمهورية التركية منذ تأسيسها.
إلى ذلك، شدد أردوغان على أنّ الرد الأكثر فعالية على عنجهية إسرائيل وخروجها على القانون هو اعتراف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية.
حيث أعرب عن أمله في أن يكون الموقف الصادق الذي أبدته النرويج وأيرلندا وسلوفينيا في اعترافهم بدولة فلسطين نموذجاً لأوروبا بأكملها.
كما أعرب عن سعادته بقرار أرمينيا الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكداً أن تركيا ستواصل العمل من أجل أن تعترف المزيد من الدول بالدولة الفلسطينية.