ثلاثة “خوازيق” رهيبة في طريق جرار “البام”..بقيادة وهبي

الشوارع

 بعد مؤتمر الجديدة وما عاشه من انفجار وقتال وصعود للضغط  إلى درجات خطيرة، عادت الدماء في شرايين الحزب إلى درجة حرارة شبه طبيعية، بعد أن سلم الجميع تقريبا بالأمر الواقع.

وكأي فائز في خضم تحديات حقيقية، كان من حق وهبي عبد اللطيف أن يفرح كإنسان وسياسي بإنجازه الشخصي وغلبة تياره،ولكن بعد “الاحتفال” ونهاية العرس يكون أمام العريس وجه الواقع كما هو، وهذا ما يبدو من خلال ما عبر عنه وهبي نفسه في تصريح لموقع اليوم24.

كشف وهبي عن مسألة صعبة وتحدي يقف أمامه ألا وهو الوضع الإداري الداخلي للحزب وما يستهلكه من طاقاته حاليا، بالقول إن معظم وقته يأكله بند ” الترتيبات الإدارية في الحزب”، مبرزا أن  هناك “حالة من الفوضى وجدتها أمامي، وأنا الآن مستغرق في إعادة ترتيبها، وأقضي يومي كله في المقر المركزي للحزب لتنظيف المكان من الفوضى التي كانت تملؤه”.

  وعن تشكيل المكتب السياسي الجديد للحزب اكتفى سائق الجديد للجرار بالقول إن “المبادئ التي يسعى لتطبيقها في تركيب مكتبه السياسي اثنان: الكفاءة والنزاهة”، مضيفا أن  مكتبه السياسي يجب أن يعكس تحديه الخاص لتشكيل ملامح مرحلة جديدة للحزب.

 تعليق:

إنها فعلا تحديات حقيقية أمام وهبي، ونصفها نحن بالتحديات الخوازيق التي تعترض محاولات وهبي لوضع بصمته وتصوره الجديد للأصالة والمعاصرة، لماذا؟

ــ لأن الإدارة المغربية في كل القطاعات، كائن تعكس مرآته بالضبط طبيعة أمراض المغاربة النفسية والعقلية ومستوى تدنينا الثقافي والأخلاقي حتى. وليس مصادفة أن يتناول خطاب ملكي أمراض الإدارة، هذا الوحش الخبيث السرطاني الذي يقتل كل حماس ويلتف على كل مبادرة حقيقية للتغيير.

ووضعية الإدارة الحزبية للبام ليست نتيجة اليوم أو أمس أو حتى سنة أو أكثر، إنها إرث فوضوي أصبح مع توالي الأمناء العامين على الحزب “تراثا” تنظيميا ومعطى لا يجب القفز عليه. وتركيبتها ليست ذنب موظفيها بل محصلة “أفكار وعقليات” الأمناء السابقين، وهذا التراكم بكل ملامحه هو ما أنتج الفوضى العارمة بالمقر المركزي التي صدمت وهبي بصفته اليوم رأس الحزب.

ــ لأن معيار الكفاءة الذي يشترطه وهبي في من سينالون عضوية المكتب السياسي، هي تماما الميزة التي حاربتها كل الأحزاب، وقتلتها بأسلوب الترضيات والكولسة.سيقاومون وهبي بكل الطرق كي لا تمر الكفاءات الحقيقية بالحزب إلى القيادة، لأن الكفاءة بطبعها مزعجة، وأنصاب وأرباع الكفاءات يخشونها لأنها تجلب وضوح الشمس، والشمس بطبعها الحار تقتل الميكروبات، والبكتيريا تعيش وتعشش في الأوساط التي فيها عفن وبرودة و”خنز”.

ــ لأن النزاهة هي الأخت الرضيع للكفاءة، وما سيقع للثانية هو عينه نصيب الأولى. لقد عانى النزهاء في كل التنظيمات السياسية بالمغرب، وشنت ضدهم المؤامرات والحروب والمكائد من قبل باكتيريا الفساد والريع التي تتكاثف لعزل النزهاء أو سحقهم أو إرسالهم إلى السجن.

أما إن استطاع وهبي ولو بنسبة خمسين في المائة من إعمال هذين المعيارين، إلى جانب ضبط الإدارة، فسيكون أصلح معظم ما أفسده الدهر السياسي والتنظيمي في محرك الجرار وباقي مكوناته، وعبد الطريق إلى 2021 ووفر شروطا حقيقية لكسب الرهان.

www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد