جربوا وصفة “دعه يحتج دعه يعبر..الحرية المسؤولة لا تضر”

الشوارع

ونحن على مشارف نهاية هذه الـ 2019 التي أنستنا محنها في ما سبقها من سنوات عجاف،يبدو المغرب أيضا وهو يهرول ــ شعبا وسلطات ــ نحو عام جديد وكأنه يسابق الزمن والريح معا ليسجل أكبر قدر من التوتر والريبة.

فخلال الأسابيع الأخيرة، بدا أن الكل يشكك في الكل، والجميع يتهم الجميع، والعموم يلصق التهم بالعموم، وللمؤسسات كل الاستعداد لإصدار بلاغات ضد البعض، والبعض..الكثير من البعض لا يتردد هنيهة في كيل الاتهامات كتابة وصوتا وصورا للسلطات والمؤسسات.

بات شعار الجميع: نعيش أنا وحدي…وهناك من غنى “عاش الشعب” وهناك من تساءل: أين هو الشعب؟

المعتقلون يشتكون الكاشو و “التعذيب”و وذووهم يشتكون من سوء المعاملة..ومديرية السجون تكذب الكل، وقدماء المسجونين ينبشون في الماضي المؤلم..والسجان الأول في المملكة يعتبر الماضي نزوة..ويمر.

أصحاب “عاش الشعب” يرون الواقع من خلال نظارات “الرابور المعتقل” وما تبقى من الخلق في نظرهم مجرد “عياشة”.

زيان يقول إن المغني تعرض للتعذيب، ولكن “الرابور” كما جاء في الرابور لم يطله سوء، وبلاغ أمني يقول للمحامي اتق الله يا هذا.

لدى شعب بأكمله رغبة في الاحتجاج والصراخ. قليل من يعرف لماذا يريد أن يحتج. كثيرون بهم رغبة حارقة للصراخ..وكفى.

ما الذي يضغطنا إلى هذا الحد، نحن شعب الألوان الكثيرة والفريدة من الإيقاعات والأهازيج والموسيقى والفولكلور..أيهجرنا الفرح ونقاطعه إلى هذا الحد؟

قبيل عيد المولد النبوي الشريف الذي حل يد في يد مع ذكرى وطنية هي المسيرة الخضراء، أصرت “الحالة” المغربية الراهنة على الإمعان في التشنج والتأريخ له، وهذه المرة من الناظور.

فقد منعت القوات العمومية وقفة احتجاجية تضامنية لعدد من الحقوقيين مع معتقلي حراك أحداث الريف، مساء أمس الجمعة، أمام السجن المحلي “سلوان”.

وبصرف النظر عن التصريحات التي رافقت وتلت هذه الوقفة، فإن صورة التقطت لرجل سلطة ورجله الرافسة تلتف كقوس كمان على ساق محتج كافية لتجول العام وتنال الإقامة الدائمة في “غوغل”..وتشع بركاتها طولا وعرضا لتقدم دليلا ضد المغرب الرسمي كلما أراد الدفاع عن حصيلته، التي ليست مظلمة تماما، على كل حال.

قبل عشرين سنة تقريبا صار المغرب مضرب الأمثال في التسامح واتساع هامش الحرية والاحتجاج والتعبير..وصرخ الناس وهتفوا واعتصموا، وأطرت السلطات المسيرات وسجلت نقاطا كثيرة لصالحها ولفائدة البلاد وسجلها الدولي.

اليوم ضاقت الصدور حد الإنقباض..وحان وقت الجلوس أرضا للتفكير بهدوء في صيغة جميلة ضرورية: دعه يصرخ دعه يحتج دعه يعبر..ما خاب قوم جمعوا بين الحرية والالتزام.

www.achawari.com

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد