أحمد التجــاني
هيا نتفرج في وعلى نشرة الظهيرة في قناة “المغرب الآخر” المسماة “دوزيم”: واحد إثنان ثلاثة…لا شيء ذا بال في لائحة عناوين نشرة الظهيرة…لا لا لا عفوا، هناك القضية الأعظم والسر الأهم هذه الأيام: أخبار الشيخات يا سادتنا ويا شبابنا ويا شيوخنا.
لا شيء مهم في هذه “الخطبة المتلفزة”، بل حتى خبر جسر “غزناية” الطنجاوي لا أحد سيلقي إليه بالا بعد أن تناولته الصفحات الفيسبوكية وقتلته نشرا وتعليقا، ولا حتى خبز ولدنا عبد النور وهو يتحدث عن الزرع في ظل الشح والحرب..وهو موضوع العودة إليه من مبطلات الوضوء لكثرة استهلاكها.
المهم والأهم هو “احليمة” إييه الشيخة احليمة نجمة النجوم في عز نشرة الظهر…إنه التطبيع مع الفساد الأخلاقي عبر أحد أوجهه الرامزة لتيمة “ها النشاط ها هو شاط”..الشيخة حليمة يا ناس.. وفي رمضان الأبرك..تطبيع مع “تزهوانيت” باستغلال وجه أصبح محبوبا لذا شريحة كبيرة من المغاربة..
يتكرر هذا السيناريو في كل مناسبة دينية بشكل من الأشكال يوحي بانطباع التعمد والقصد من طرف إدارة إعلامية تخدم أجندة واضحة لا لبس فيها.. فلا هي تدعو للوسطية أو ما يسمى الاسلام المعتدل (لايت)، ولا هي تنشر تعاليم التسامح والتعايش المطلوبة والحيوية في عصر التطرف والتشنج هذا، بل تذهب بماولها رأسا لأقوى أسس الاسلام.. الأخلاق.. وتسعى لتفتيتها وتحطيم حائط الصد فيها لكل أشكال التمييع والتطبيع مع بذور الفساد والرذيلة.
لنكن واقعيين، دون محاولة إخفاء الشمس بغربال أو ببوسيار حتى، ففي ثقافتنا الشعبية والتي يسندها الواقع،حين تقول شيخة تقول قصارة، يعني شطيح ورديح، يعني دريات، يعني شراب، دون الحديث عن الإجرام الذي قد يأتي كنتيجة لتجمع كل الأسباب والفتن وأولهم الراس الدايخ المتوثب للرذيلة والفاحشة.
يعني أن كل تفاهات المؤرخين والمهتمين والفنانين والسوسيولوگ وبلا بلا وهم جيش جالس على جنب لينبري للمتخلفين والدفاع عن الفن وتاريخ الشيخة في النضال وحفظ التراث و و و بعد مني أسي لمفضل حتى هذا الشعب يستاهل كل ما يجري فيه وفي فلذات أكباده من تنشئة على الميوعة..
شعب بدون نخوة تخاله خشيبات وليسوا بشرا يحركهم وازع واحد أوحد على خط مستقيم: الحقوق والواجبات تتعداهم ما يتفاهمش معاك.. فين هي هذه الرجولة؟ التي أصبح معها خبر تدشين جسر وخبر نذرة الحبوب مجرد كؤوس روحانية بمائدة خبر الشيخة احليمة.
يبدو أننا وصلنا لزمن أصبحت للشيخة فحولة ونخوة تتحدى هؤلاء الذين صاروا ــ مجازا ــ يحملون اسم رجال.
فإلى رمضان آخر يا دوزيم..مع شيخة أخرى..ولكل سنة حليمتها..هاكا ديما هاكا ديما.