بينما مازالت صور رغوة غريبة ظهرت في شوارع الدار البيضاء تروج ععلى منصات التواصل الاجتماعي، في انتظار فك لغزها، ظهرت في أستراليا رغوة مشابهة على شواطيء البلاد. فهل يعيش العالم حاليا حقبة الرغوة؟
ذكرت قناة “9news” أن رغوة غريبة ظهرت على شواطئ في جنوب أستراليا، وتسببت بمرض أكثر من 100 شخص من راكبي الأمواج.
وجاء في تقرير للقناة:” تجري تحقيقات مشتركة بين عدة وكالات بعد أن جرف البحر كمية كبيرة من الرغوة الصفراء والكائنات البحرية الميتة إلى شواطئ جنوب أستراليا، مما أدى إلى إصابة أكثر من 100 من راكبي الأمواج بالأمراض”.
وأشارت القناة إلى راكبي الأمواج وغيرهم من المصطافين على شواطئ وايتبينجا وبارسونز، الواقعة بالقرب من مدينة فيكتور هاربور، لوحظت لديهم أعراض تشبه رد الفعل التحسسي مثل حكة في العين وتدهور في الرؤية وسعال وصعوبة في التنفس، وذلك بعد أن تعرضوا لرغوة صفراء غريبة ظهرت فجأة على الشواطئ.
ونقلت القناة التلفزيونية عن راكب الأمواج أنتوني رولاند قوله: “كانت هناك رغوة صفراء كثيفة على الشاطئ وخطوط مد وجزر خضراء داكنة. ويوم الأحد، وأثناء جمع عينات من المياه، لاحظتُ أنواعا مختلفة من الأسماك الميتة، بما في ذلك بعض تنانين البحر”.
وأوضحت “9news” أن السلطات المحلية تجري تحقيقات لمعرفة أسباب الرغوة غير العادية، وتم بالفعل جمع عينات من المياه، وأغلقت الشواطئ التي ظهرت عليها الرغوة أمام الزوار، كما نقلت القناة عن متحدث باسم وكالة حماية البيئة قوله: “يُعتقد أن سبب هذه الظاهرة قد يكون ازدهار الطحالب الدقيقة الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة، وركود المياه، وموجة الحر المستمرة. درجات حرارة المياه حاليا أعلى من المعدل”.
وقبل ثلاثة أيام فقط، شهدت منطقة سيدي البرنوصي بالعاصمة الاقتصادية المغربية الدار البيضاء، ظهور رغوة بيضاء كثيفة مجهولة المصدر في الشوارع، مما تسبب في إرباك حركة المرور وإثارة قلق السكان والمسؤولين.
وأفاد شهود عيان، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية، بأن الرغوة كانت ذات رائحة تشبه مواد التنظيف، وظهرت بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن مصدرها وأسباب انتشارها، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو وصور للحادثة على منصات التواصل الاجتماعي.
واستجابت السلطات المحلية بسرعة، حيث فتحت الشركة الجهوية متعددة الخدمات “الدار البيضاء – سطات” تحقيقًا لمعرفة ملابسات هذه الظاهرة. وتشير التقديرات الأولية إلى احتمال أن تكون الرغوة ناجمة عن تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية من إحدى الوحدات المتخصصة في إنتاج مواد التنظيف، والتي قد تكون تخلصت من نفاياتها دون الامتثال للمعايير البيئية.
وأوضحت السلطات المحلية أنها استدعت فرقًا متخصصة في الصحة العامة لأخذ عينات من الرغوة وإخضاعها لتحاليل مخبرية، وذلك لتقييم مدى خطورتها على البيئة والصحة العامة. ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد المسؤولين عن هذا الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره في المستقبل.
ويُرجّح الخبراء أن يكون ظهور الرغوة مرتبطًا بعدة عوامل، منها تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية، أو تحلل مواد كيميائية، أو خلل في محطات المعالجة، أو وجود بكتيريا خيطية في المياه. كما أشار بعض السكان إلى أن حوادث مماثلة وقعت في المنطقة سابقًا، خاصة خلال فترات الأمطار الغزيرة، إلا أن حجم هذه الحادثة يُعتبر غير مسبوق.