الشوارع
معروف عالميا أن السفراء والقناصلة مهمتهم هي الاهتمام بقضايا مواطنيهم في البلاد التي يعينون فيها ممثلين لبلدانهم،فضلا عن العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بين عواصم ولهم ودول الاستقبال.
لكن دافيد غوفرين، مدير مكتب “إسرائيل” بالرباط خلط الأوراق خلال “السوق الأول” بعد تعيينه، وتعمد في أولى تصريحاته للإعلام العبرية الخلط بين الطائفة اليهودية بالمملكة المغربية والتي يعتبر أعضاؤها مواطنين مغاربة كاملي المواطنة دستوريا وقانونيا وأخلاقيا أحب من أحب وكره من كره، و”الجالية الإسرائيلية” ــ إن وجت ــ والتي تعد خدمتها وحل مشاكلها أحد مبررات وجوده المفترض على أرض المغرب.
وقال غوفرين في مقابلة مع قناة عبرية، إن الطائفة اليهودية في المملكة، عبرت عن سرورها بقدوم ممثلي إسرائيل إلى المغرب، مضيفا أنه “استقبل عددا ممثلي الطائفة وناقش معهم مشاكل وصعوبات حياتهم اليومية”.
تأملوا الفقرة السالفة جيدا: الطائفة اليهودية اي المغاربة اليهود مسرورون بقدوم سفير لإسرائيل إلى المغرب، فهل هذا أنهم مغربتنا اليهود لا يعتبرون أنفسهم مغاربة مية في المية بل مجرد جالية هي في أمس الحاجة إلى سفير بلادها وموطنها الأصلي سندا وعونا لها في بلاد الغربة؟
ما يثير الريبة أكثر أن غوفرين قال بوضوح إنه ناقش معهم مشاكل وصعوبات حياتهم اليومية. وهذا يعني أن سفير “دولة أجنبية” يستمع إلى مشاكل مغاربة في وطنهم المفترض المغرب…ما هذا؟
وبهذا المنطق سيكون شيئا عاديا أن يتوجه مغاربة المغرب إلى سفراء أمريكا وكندا وبريطانيا وغيرهم لكي يستمعوا لمشاكلهم وصعوبات حياتهم اليومية من النقل إلى التطبيب فالتمدرس إلى باقي الخدمات والمنغصات؟؟؟
وعليه فقد صار لزاما على السفير التوضيع بلا مواربة هل هو سفير للإسرائيليين أم سفير لليهود “جميعا” وهل يمثل “الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط” كما يزعمون أم يمثل “دولة يهود العالم” ثم يقول لنا صراحة رأيه في ما نعتقده نحن من كون “كل المغاربة بصرف النظر عن دياناتهم أو أعراقهم هم مواطنون مغاربة”؟ ولقد صار لزاما على الطائفة اليهودية المغربية أن تعلن بصراحة ولاءها النهائي فوق أرض المغرب لمن يكون: للمغرب بلد الأجداد أم لإسرائيل…ولهم الحرية في تبني ما يريحهم..ما يهم أن تكون الأمور واضحة والمسؤوليات واضحة..ففي “تامغرابيت” لا مساحة متوفرة لما هو رمادي.