الشوارع/المحرر
لسبب يعلمه الله والبرلمانيون أنفسهم،احتج “السادة النواب والسيدات النائبات” قبل أيام بشدة على البرلماني عمر بلافريج ، عندما قال لهم إنهم لا يوقع على أي شيء دون الاطلاع عليه لأنه “مشي بهيمة”.
قطعا، كان الرجل يقصد أنه ليس غبيا، وهو “الشيء” الذي نعبر عنه نحن الشعب المغربي، بصيغ وتعابير متعددة تلتقي جميعها في معنى يقول لمن يريد أن يفهم: أنا لست بليدا، وفي رواية أخرى” أنا مشي حيوان/بهيمة”.
والبهيمة يا سادة يا كرام ليست عيبا، بل هي “الأنعام” نعمة من نعم الخالق، من لحمها وحليبها وصوفها وجلدها نعيش، ومن حملتنا على مناكبها وكم خدمتنا في كل القارات والغابات والسهول والجبال والوديان..إلخ.
لكن برلمانيينا، يا سادة يا كرام، انتفضوا بشكل جماعي في وجه بلافريج كي “يسحب”. واللافت أنها حتى عندما “سحب” استمروا في صراخهم بطريقة تثير الاستغراب والاستفهام والتساؤل..إلخ.
وهذا، يا سادة يا كرام ، يعطيكم فكرية واضحة عن مستوى وعقلية ونفسيات من انتخبتم لكي يمثلوكم، ويشرعوا لكم القوانين ويتمتعون بسببكم بأجور “أسمن بكثير” من كل بهائم بلادنا من الغرب إلى سيدي بنور، مرورا بالشاوية..إلخ.
الذكاء المغربي الشعبي خارق ولامع وحذق في حركاته وسكناته. ولذلك، فشعبنا يميز بين “البهيمة” الفصيحة و “لبهيمة” التي لا تبدأ بألف بل بلام تتبعه باء ساكنة..شعبنا ذاته من أقام فرقا بين “الحيوان” و “لحيوان” بكسر الحاء وتسكين اللام…إلخ.
لا ينبغي مطلقا أن نحمل ضغينة أو ما شاكلها لجميع أنواع البهائم أي الأنعام، بل غاية ما يجب أن نصنعه هو أن نعادي “بهائمية العقل والسلوك” عند “نوع” من الإنسان المغربي.
نعم، تعتري “البهايم” كثير من النوبات والتصرفات التي لا نطيقها، ومثال ذلك “تكوك” أو “طكوك” أو “طيكوك”، التي يختلف نطقها قليلا حسب المناطق، ولكن الحيوانات تسير وفق قوانين لا تتغير، تسمى “الغريزة”، وهي من صلب النظام الطبيعي للمخلوقات.
ولكن، ويالبهائمية “نوع” من بني البشر، كثير من الخلائق عندنا لا سبيل لوصفها سوى بين صورتين:
ــ أناس يتبولون في الشارع رغم وجود المراحيض
ــ أناس يتغوطون من ألسنتهم في مواقع يتقاضون عنها الملايين..دون فعل أي شيء سوى الخراء على المباشر.
www.achawari.com