الشوارع/المحرر
توفي إلى رحمه الله حسن ابو علي ، وهو صاحب كشك الثقافة العربية الموجود في قلب العاصمة عمان وهو اشهر وأقدم بائع كتب في الاردن ويعد بحق معلمة ثقافية ورمزا للزمن الفكري العربي في المشرق.
ويعتبر الراحل من الشخصيات البارزة في مجال الثقافة بالمملكة الهاشمية، وهو من مواليد عام ( 1944 ) وله رمزية تاريخية لدى النخب الإبداعية والسياسية والإعلامية، وقد ترك رحيله أسى كبيرا وسط مجايليه وحتى بين الفئات المنتمية لجيل القراء والباحثين اللاحقين.
وقد تفاعل الكتاب والقراء والمهتمون بحقل الثقافة والمنشورات الورقية مع رحيل هذا الرجل وعبروا من خلال تدوينات عن المكانة الرمزية الكبيرة للراحل أبو علي. ومن بين أبرز من تحدثوا عنه الإعلامي والمثقف الفلسطيني أسامة فوزي الذي خصه بحلقة مصورة قدم فيها شهادة عنه ووصفه بالرجل الذي أفاد الثقافة والأدب أكثر من جميع وزراء الثقافة في بلده.
ويوجد في كل مدينة عربية كبيرة شخص يشبه أباعلي رمزية ودورا، ويوجدون غالبا في أهم شوارع العواصم ببلدانهم، ويصبحون مع توالي السنوات جزءا حيا من مشهد وذاكرة المدينة وناسها.
وفي الرباط نتوفر أيضا على “أبي علي، المغربي، أي الكتبي محمد المرضي، المعروف بـلقب ”الروبيو”، وهو أشهر بائع للكتب والجرائد في المملكة ويحتفظ في ذاكرته بتاريخ خاص عن الأدب ورجالاته والسياسة وأهلها.
وفي زمن التردي الثقافي وهزالة الإقبال على القراءة والذي زادته كارثة الوباء قتامة وسوادا اضطر الروبيو أخيرا للتوقف عن دفع السومة الكرائية لمستودع تخزين بضائعه نظرا للظروف الاقتصادية التي يمر منها قطاع النشر وتسويقه عموما.
وخلفت إشاعة حول إغلاق الكشك الشهر الماضي حزنا وأسى لدى ما تبقى من قراء المغرب ومثقفيه ممن ظلوا أوفياء لاقتناء خير جليس، وبادر بعضهم بالاتصال به للاستفسار عن أحواله والتثبت من خبر الإغلاق.
رحم الله أبا علي الأردني وأطال في عمر الروبيو المغربي وفي عمر ما تبقى من نفس في مشهدنا الثقافي والفكري في المشرق والمغرب.