في زمن بايدن “النعسان” “الشرق الأوسط” السعودية تُجرب التثاؤب

الشوارع/المحرر

تصف جريدة “الشرق الأوسط” السعودية سياسيا وتمويليا نفسها بكونها “جريدة العرب الدولية”، وتحمل شعارا قديما يقول إنها لا تتثاءب. ومن عناوينها ــ حتى إن كنت تتصفحها لأول مرة بحياتك ــ يقفز في وجهك انحيازها المعلن لخط السياسة الغربية عموما والأمريكية على وجد التحديد.

وقد دأبت هذه الصحيفة، وهي الأم المرضعة للإمبراطورية الإعلامية السعودية منذ سبعينيات القرن الماضي، دأبت على لعب دور الصدى لكل ما هو أمريكي وتحديدا منذ الحرب على العراق.

ولكن اليوم، وفي عهد ابن سلمان غير الراضي على مواقف الرئيس بايدن عليه، بخلاف شهور العسل الطويلة سابقا بين الرياض وترامب أبو إيفانكا، بدأت الشرق الأوسط تنتقد “بايدن” نهارا جهار بالتعبير العربي الفصيح، أي “تحشي له الهضرة” بالتعبير المغربي الأفصح.

تأملوا جيدا عبارات استخدمها كاتب هذا المقال لتعرفوا مدى اتساع الجفوة ولو مؤقتا بين ابن سلمان وإدارة بايدن، في زمن الحرب الأوكرانية وواقع الاصطفاف السعودي مع روسيا..والتهديد باستخدام الروبل بدل الدولار….الدنيا دول أو “دوارة يا ليام دوارة.

ــــــــــــ  ـــــــ  ـــــــــ   ـــــــــــ  ــــــــــــ ــــــــــ   ـــــــــ

أميركا… خطر القوة بلا عقل

مشاري الذايدي

“ربما أصدق وصف للخلل الضارب بعمق العقل الاستراتيجي السياسي الأميركي اليوم، داخل إدارة جو بايدن، ما قدمه دونالد ترمب، الرئيس الأميركي السابق، والخصم اللدود للتيار الأوبامي ولـ«جو النعسان».

ترمب، وفي تجمع مؤيدين له في ميشيغان، ذكر أن الولايات المتحدة ليست مهددة من روسيا والصين!

إذن من أين تهب رياح الخطر على الدولة الأميركية؟

يجيب ترمب: «من السياسيين داخل البلاد».

ويفسر اتهامه المباشر هذا قائلاً: «أكبر تهديد لنا لا يأتي من الخارج، ولكن من السياسيين المرضى والمتطرفين الذين يريدون، عن قصد أو بغير علم، تدمير بلدنا. هذا هو التهديد الأكبر».

نتذكر الكيفية التي تصرفت بها إدارة بايدن في أفغانستان والانسحاب المخزي الفاضح الذي لن ينسى معه العالم صور الأفغان المساكين وهم يتساقطون من جسم الطائرات الأميركية العسكرية «الجبانة» الهاربة من عصابات طالبان البدائية، لن يمحى أبداً ذاك المشهد المرعش للأعصاب الخادش للعيون الفاضح للكذب الليبرالي بصيغته الأوبامية – البايدنية.

رجالات ونساء إدارة بايدن فقراء في الخيال السياسي يعيشون على الكفاف الفكري والشح التحليلي، من روب مالي لجايك سوليفان لأوستن نهاية بالسيدة هاريس.

لاحظ هذا الأمر باحث مختص كتب مقالة مسهبة في (الفورين بوليسي) شارحاً ضياع وتيه إدارة بايدن في فهم النظام الإيراني، وحرصه القريب من إيمان وحرص دراويش الصوفية، على توقيع الاتفاق مع النظام الخميني اليوم، متجاهلاً كل المخاطر الأمنية والسياسية، صاباً كل نظره فقط على السلاح النووي.

(حسين آغا) العضو المشارك في كلية سانت أنتوني بجامعة أوكسفورد، سخر من رهان الجماعة الأوبامية على نجاعة سلاح العقوبات، والاكتفاء به عن كل سلاح، وتحدث عن أن اللقطات المصورة الأخيرة من طهران لا تظهر بؤساً وخراباً، في المقابل، وفي ملحظ خطير، تستفيد الآلة الدعائية الخمينية الإيرانية من «مظلومية» الحصار و«التعطيش» في استدعاء لإرث نُوَاحِيٍّ بُكَائِيٍّ تعبويٍّ قديم، لأنه: «يحتفي بالمعاناة التي تتمتع بقيمة سامية في الإسلام الشيعي، حيث لا تختلف عن المسيح على الصليب بالنسبة لبعض المسيحيين، الأمر الذي ليس مفهوماً على نحو جيد من قبل أولئك الذين يدعون إلى فرض عقوبات أكثر أو أطول أمداً».

صحيح أن رفع العقوبات الأميركية مهم بالنسبة لإيران، لكنه ليس المهمة الأكثر إلحاحاً، باستثناء كونه دقاً لإسفين داخل النخبة الحاكمة، كما يقول حسين آغا.

لا ريب أن أميركا هي أقوى دولة في العالم، بكل المعايير، ولها دور رائد تاريخياً في تدبير شؤون العالم منذ الحرب العالمية الأولى، لكن هذه القوة المهولة، تصبح مخيفة حين يسوس أمرها من لا يعي جوهر قوته ومن يجهل صفات الأصدقاء من الأعداء…هنا تصبح حافلة أو شاحنة ضخمة تحت قيادة رجل نعسان…”

 

 www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد