الشوارع
في المغرب، لم تعد الاحتياطات المعمول بها عالميا، ولا العمل الواعي والتدبير العقلاني يحولون دون وقوع الكوارث. وكيف يكون ذلك وهما أي الاحتياط والتدبير غائبان تماما أو في عطلة مفتوحة؟
ولكن لطف الأقدار، في هيأة عطلة يوم الأحد/نهاية الأسبوع هي وحدها من جنبت مغاربة مراكش أن يعيشوا اليوم الأحد فاجعة كان يمكن بسهولة أن تنسيهم فاجعة أوريكا التي هزت المغرب قبل سنوات.
فبإحدى التجزئات السكنية بمنطقة السعادة بالمدينة الحمراء أدت رافعة حديدية للبناء إلى تخريب مؤسسة تعليمية صباح اليوم، ولولا العطلة وغياب التلاميذ عن مسرح الحادثة لكنا نحصي الآن الضحايا، ولكانت الفيديوهات تتقاطر علينا من دوار السراغنة وملحقة الازدهار بمراكش.
لقد هوت الرافعة على المؤسسة، وبالقوة التي خربت بها الفصول والحيطان كان بمقدورها أن تقتل التلاميذ والمدرسين في لحظات.
إن السلطات المحلية والأمنية التي سارعت إلى مكان الحادث لتقوم بتحقيق في ملابسات سقوط هذه المصيبة الحديدية مدعوة للذهاب في التحقيق إلى منتهاه، ليس في هذا المكان وحده بل في المدينة ونواحيها.
وعسى أن تكون هذه الواقعة “ملهمة” إيجابا لكافة السلطات المعنية بكل ربوع المغرب لتنفض الغبار عن البلاوي المتعلقة بتراخيص البناء والتشييد وتواكب وتراقب الأوراش لتثبت أن أرواح المغاربة غالية وهي فوق كل الأثمان، وليسوا أرقاما تنتظر الإحصاء الروتيني كل عقد من الزمن المغربي المهدور غالبا في التفاصيل والبيروقراطية و سير حتى تجي.