لا خلاف أن المقاومة الفلسطينية تسطر ملحمة الملاحم على مدى أسابيع من القتال الضاري والتكتيك والاستراتيجيات المخطط له بدقة ومهنية عالية. كما أنه لا جدال حول كون الأنفاق هي قطب الرحى في هذه العمليات بما هي احتماء بالجغرافيا لإعادة صياغة التاريخ وترسيم الخرائط.
ولقد احتار المحللون العسكريون المتخصصون في فك شيفرات هذه الأنفاق التي يجهل عنها العدو كل شيء، إلا ما سمحت المقاومة بتصويره تصويرا يقظا. ويتابع العالم وفي مقدمه الشعوب العربية والمسلمة كل اللقطات التي تنشر لمقاتلي القسام قرب الأنفاق أو خلالها.
لكن فضول المغاربة تجاوز ماهية وخريطة الأنفاق إلى تخيل ما يدور من حديث بين مقاتلي المقاومة، سيما في الفيديو الأخير الذي خرج منه شبان مقاتلون واقتنصوا دبابات ومركبات جيش الاحتلال في أطراف قطاع غزة.
أحد الفيسبوكيين المغاربة نشر على حسابه سيناريو/سكريبت لما دار من حوار قصير للشابين الفلسطينيين صائدي الدبابات قبل العملية وأثناءها وبعدها. بأسلوب بسيط وسلس وخيال واسع أين منه كتاب السيناريو المحترفون.دعنا ننشره بالنص، وباللون الأزرق نقله من الدارجة المغربية إلى العربية الفصحى، تيسيرا لفهمه من قبل أشقائنا بالمشرق العربي:
ــ فيقوا صاحبوا من النعاس مع بايت قايم الليل، راه شي جنود قربوا من النفق وراهم مجموعين فالدورة، أشنو نديروا؟
أيقظه رفيقه من النوم، لأنه كان قد قضى ليلته قائما يصلي لربه. ثم أخبره أن جنودا اقتربوا من النفق وأنهم متحشدون في الزاوية القريبة، ثم سأله: ماذا سنفعل؟
ــ ناض كايفرك عينيه: أرى داك الياسين وآجي معايا
نهض المقاتل الثاني وهو يفرك عينيه وقال لزميله: هات “الياسين” وتعال معي.
ــ قال ليه: نلبسوا حوايجنا بعدا.
أجابه المقاتل الأول: دعنا نرتدي ثيابنا أولا.
ــ جاوبوا: الله يهديك آرى قبل ما يبعدوا ويفوزوا بيهم اللي فالنفق الآخر، سربي راه 24 ساعة دازت ما فجرنا شي دبابة ولا شي آلية أنا وياك
أجابه المقاتل الثاني بعد أن فرك عينيه وصحصح: هداك الله، هيا بنا بسرعة قبل أن يظفر بهم إخواننا في النفق الموالي. ألا ترى أنه مر علينا أنا وأنت 24 ساعة لم نفجر خلالها دبابة ولا آلية؟
ــ توكلوا على الله وخرجوا داروا الواجب، جاب الله البركة ورجعوا يفطروا فالنفق بالخبز والزعتر وبراد أتاي كان الزميل صوبوا قبل العملية.
توكلا على الله وخرجا من النفق وأديا الواجب. يسر الله لهما وجعل البركة في قصفهما، ثم عادا بعدها إلأى النفق لتناول وجبة إفطار مكونة من شاي وخبز منسم بالزعتر ، كان أحدهما قد أعده قبل تنفيذ العملية.
وبمجرد نشر هذه القصة المتخيلة البليغة في بساطتها ومباشرتها انهالت التعليقات الإيجابية عليها بالعربية الفصحى وباللسان المغربي الدارج. وقد اقتنصنا هذه التدوينة دعما للمخيلة الإبداعية لصاحبها ولتقريب مضمونها وطرافتها من جمهور قراء موقع “الشوارع” بالمشرق العربي.