الشوارع
يعرف عشاق المدرسة الغيوانية بالمغرب أغنية لمجموعة مسناوة بلحن عذب شجي تتحدث عن ذلك الذكر وليس الرجل الذي طلق زوجته وهي أم لإبنه وغاب عنها وأهملها سنوات حتى كبر الطفل وجاء ليختفي به أو ربما يريد أخذه منها، ولا شك يعرف المستمعون للأغنية ذلك المقطع القاسي على لسان الأم: كبر ولدي عاد عجبك؟؟
هي حكاية تلخص تماما تفريط المغرب الرسمي عبر سياسته التعليمية والتشغيلية العرجاء، في أبنائه فيكون سبيلهم إما الضياع محليا أو الهجرة القسرية إلى الغرب حيث تسطع نجومهم في شتى مناحي الحياة رياضيا وعلميا وسياسيا.
وآخر الحكايات من هذه الأسماء هي قصة منصف السلاوي، الذي عينه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مستشاراً رفيعاً لقيادة جهود الحكومة الأمريكية لتطوير لقاح فيروس “كورونا” في الولايات المتحدة، ساعتها فقط اشتعلت صفحات التواصل الاجتماعي بالإشادة بهذه الكفاءة المغربية التي لم نكن نعرف عنها فتيلا قبل هذا الحدث.
وللعلم فمنصف السلاوي خبير مغربي في الصناعات الدوائية يعيش في الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس السابق لقسم اللقاحات في شركة “جلاكسو سميث كلاين”، وسيعمل مستشارا رئيسيا للعملية وسيتولى الجنرال الأمريكي جوستاف بيرنا منصب رئيس العمليات.
على الجميع أن يبلعوا ألسنهم اليوم وإن كان لابد من فتحها فلطرح الأسئلة التالية:
ــــ ما الأسباب التي جعلت السلاوي يهجر المغرب أصلا؟
ــــ لماذا لم يحتضنه الوطن ورفضوا استقباله في جامعات المملكة؟
ـــ ما الذي منعنا من أن يكون هذا العالم وزيرا للصحة في أي من حكوماتنا؟
ـــ واش عندنا شي وجه به بقية حياء أو مانكسابوهش؟
