يكاد اسم وملامح الإعلامي المغربي المرموق عبد الصمد ناصر أن يطلوا من شاشة قناة “الجزيرة” على المشاهد العربي عموما والمغربي بشكل اخص، وذلك بعد عقود من العمل الجاد والرصين قضاها هذا الزميل الذي شرف المغاربة على الهواء وبعد رحيله عن القناة القطرية.
ناصر الذي شكل الملح المغربي الرفيع والصحي في خلطة أطباق “الجزيرة” ترك فراغا مهولا بالنسبة للمغاربة على هذه الشاشة العملاقة، هو الذي كان يعطي بعد المغرب الأقصى لتكون القناة “عربية” عمليا.
نفتقد ناصر هذه الأيام ،خصوصا فلو كان مازال في المكان الذي يستحقه عن اقتدار لكان لنشرات تغطية الحرب على غزة مذاق مغربي ممتد في الصوت وفي الملامح وفي التاريخ المغربي الضارب في أعماق بيت المقدس ببصمته الخالدة: “باب المغاربة”.
ولأن المغاربة لا ينسون بسهولة من مثلهم أو ناب عنهم في أوقات الشدة أو الانتصار للكرامة الوطنية فاسم عبد الصمد ناصر صار عصيا على النسيان، بل ظل حاضرا في مخيلة المشاهد المغربي حتى بعد تغييبه بتلك الطريقة التي كان لنا عليها تعليق ورأي في حينه.
غير أن هناك من المغاربة والعرب من تذكروا ناصر وربما أرادوا التذكير به أيضا بطريقة مقلوبة أو فيها نقاش على الأقل.
كيف ذلك؟
انتشرت في الآونة الأخيرة شائعات اتخذت شكل “أخبار” مكتوبة أو فيديوهات ظهر فيها أشخاص بوجوه مكشوفة تقول للناس بلا تردد إن ناصر يوشك أن يطلق قناة تلفزيونية قبل نهاية العام الجاري 2023.
كما أن هؤلاء حددوا لناصر ومشروعه الشركاء وطبيعتهم ولم يبق لهم سوى إعلان فريق العمل وعنوان المقر و الخط التحريري للتلفزيون الخاص به وشبكة برامجه وعلى أي قمر صناعي سوف تبث.
من حيث الفكرة فتلك أمنية الشعب المغربي أن يرى ابنه ناصر يقود قناة تليق به وبهم حجما وشكلا ومنتوجا رفيعا، وقبل أشهر كان موقع “الشوارع” من السباقين الذيم دافعوا عن ناصر وقالوا باقتناع إنه يليق به أن يكون واجهة سمعية بصرية تمثل المغرب دوليا وإقليميا.
إلا أن نشر هذه “الرغبة” برغبة مغايرة لها هدفها الأساس الترويج لمنتوج منصات على النت والاسترزاق من رفع المشاهدات مستخدمين اسم الرجل المهني أمر لا يليق بالمغاربة ومؤذ لإعلامي كبير حمل لواء الدفاع عن الشرف المغربي في حين كان بمنته أن يطأطئ ويدع الموجة تمر ويا دار ما دخلك شر ولا تسريح من وظيفة مرموقة.
في هذا الموقع لم ننسق مع الشائعة وبحثنا عن مدى صحة أو زيف ما تم الترويج له بكثافة، عبر المصادر الموثوقة والتي لا يرقى إليها شك، فثبت لدينا ثبوتا مهنيا أن الأمر كله زيف في زيف واختلاق في اختلاق من قبل كثير من الأبواق.