الشوارع/ المحرر
انتشرت صور إحراق علم المغرب أمس بالعاصمة الفرنسية باريس، ومعها موجات غضب من هذا الاستفزاز الحاقة البليد للمشاعر الوطنية للمغاربة.
لو كان هذا السلوك صادرا مثلا عن “البوليزاريو” كحركة انفصالية مشهود لها بالارتزاق ومعاداة المغرب منذ عقود لكان الأمر مفهوما، ولا نقول مقبولا أو مهضوما.
لكن أن تكون أياد مغربية “رسميا على الأقل” هي من أوقدت النار في راية البلاد ومعها نيرانا في قلوب شعب جاد بالأرواح كي يبقى ذلك العلم خفاقا عزيزا، فالأمر يدعو لمراجعات جدية وقراءة عاقلة يقظة لما يقع اليوم وما يهدفون إليه غدا.
لقد شيء لتظاهرة 26 أكتوبر، على صغر حجمها، أن تكون فواحة برائحة العنصرية والطائفية والحقد والاستفزاز،
لقد كانت تعبيرا من مهندسيها عن الانتقال إلى الخطة باء، بعد فشل الخطة ألف لإشعال الوضع في الداخل المغربي،
لقد ظهرت فيها وجوه وأصوات معروفة بتطرفها، ولكنها مهما صنعت تبقى مجرد أعواد ثقاب في يد مشعلي الحرائق الحقيقيين من وراء الستارة،
الغريب أن ما حصل كان في قلب فرنسا، حليف المغرب نطريا،وفي هذا الموقف المكتفي بالتفرج على الطنجرة وهي تغلي روائح نتنة تفوح بروائح سيناريوهات تدبر تحت جنح ظلام شيطاني رهيب.
على المغرب الرسمي ألا يضيق بالاحتجاجات مهما اتسعت في الداخل، لأنها عنوان صحة وطن ودولة وشعب، وليس في الاستجابة للمطالب المشروعة أي عيب، مادامت سلمية وقانونية.
نعم، تتوفر بلادنا على أجهزة ترصد وتستبق وتخطط وتواجه وتفشل المخططات، ولكن كما قلنا مرارا فإن مقاربة واحدة غير كافية وغير مقبولة وستنهك مع مرور الوقت إن تركت لوحدها تقاتل.
المغرب واحد أرضا وسكانا، ولا فرق بين المغاربة سوى سحنة الوجوه والتوزيع الجغرافي، وهم سواء في الحقوق والواجبات. ولأن المغرب باق موحدا في سياق دولي وإقليمي متوتر فإن أطرافا كثيرة تستكثر علينا نعمة الاستقرار الجالب للاستثمار.
اللعبة تبدأ بحرق الأعلام لتنتقل إلى ما هو أفظع بلا شك.ثقتنا في الله كبيرة، ووثوقنا في تجربة دولتنا وذكاء شعبنا في مواجهة المؤامرات راسخة، ولكن الحذر والحزم الكبير واجبان، ومراجعة السياسات الاجتماعية والاقتصادية والتنموية بعد نقدها وتقويمها بكل ثقة في النفس أوجب.
www.achawari.com