سعيد لحليوي
تشكلت التحديات الراهنة في الوسط التعليمي بالمغرب، منعرجا صعبا بأبعاد مختلفة من منطلق ضرورة إنقاذ الموسم الدراسي لهذه السنة بجميع مدخلاته ومخرجاته خصوصا في عز هذه الازمة.
هذا التحدي الصعب دفع الجهات المسؤولة للتفكير في طريقة ما للاستعانة بتكنولوجيا المعلوميات والاتصال للتعليم عن بعد ، من أجل مواصلة الدروس بالنسبة للمتعلمين بجميع الفئات ومواكبة البرنامج السنوي للمنظومة التعليمية .
ومن هنا تبرز الأهمية الكبرى لوضع استراتيجية لتكتولوجيا المعلوميات متكاملة العناصر، تهدف إلى تحسين التكامل بين جميع المكونات وبين مختلف المدن والقرى على الصعيد الوطني، لإيجاد حل مؤقت وتحقيق احتياجات هذه الفئة من المجتمع، بحيث أصبحت تكنولوجيا الاتصال في ظل هذه الأزمة البديل الوحيد بالنسبة لوزارة التعليم والبحث العلمي عبر الاعتماد عليها كحل مؤقت لهذه السنة.
وتعد هذه المحطة جرس إنذار من أجل المستقبل لوضع الاستراتيجيات الحقيقية في هذا المضمار عبر تطويرالمنظومة التكنولوحية وجعلها في خدمة الأهداف التربوية لمستقبل المدرسة المغربية نخرها الإهمال والارتجال.
وللأسف، ففي الوقت الذي يتجه فيه العالم اليوم الى تطوير جودة التعليم وتحديث نظمه بالاعتماد مستعينا في ذلك بأحدث الابتكارات التكنولوجية لتأسيس نوع فعال من التعليم، لا تزال منظومتنا التعليمية غارقة في اشكالات الترقية والعمل بالتعاقد في غياب حل جدري يرضي كل الأطراف ويحقق الأهداف الحقيقية للتعليم كالتنمية والتأهيل.
ومن هنا نتساءل في ظل هذا المناخ القائم هل يمكن أن نرتقي بجودة التعليم وحل اشكالاته بالاعتماد على تكنولوجيا المعلوميات في غياب خطط واستراتيجيات متكاملة تأخذ بعين الاعتبار كل جهات المغرب؟
هل المغرب يعني بيداغوجيا للمسؤولين المدن الكبرى والحواضر والشريط الساحلي فقط، أم المغرب هو كل نقطة من أقصى الخريطة إلى أقصاها؟
هنا يطرح سؤال التأهيل: هل المتعلمون كلهم بما هم تلاميذ وأسر قادرون على فهم وممارسة التعلم عن بعد، خصوصا وأن الأمر مكلف لوجيستيكيا وماليا، مع شبكات اتصال مازالت أسعار خدماتها قياسية على الصعيد الدولي؟
سيظل التعليم الرهان الحقيقي لتنمية العنصر البشري، ولذا ينبغي وضع برامج واضحة تراعي خصوصيات المجتمع في القرن الواحد والعشرين ، والا فلم تبق أي خيارات اخرى امامنا لتحقيق طموحاتنا في تنمية الاجيال التي نصبو اليها..والمغرب المأمول الممكن.
فبأية صيغة يمكن الحديث عن تكافؤ الفرص بين شرائح هذا الوطن في إطار التواصل عن بعد مع أبناء مناطق معزولة بكل ما تحمله الكلمة من إقصاء ؟
هل قرار التواصل بالوسائل التقنية عن بعد خصصت له الموارد والامكانات والمعدات الكافية لأخد العالم القروي بالخصوص بعين الاعتبار؟
وتتلخص المسؤولية الحكومية في التقصير في جودة التعليم عبر مقولة مشينة صدرت عن الوزير الداودي صاحب “لي بغا يقري ولادو يدير يدو في جيبو”، على خطى حزبه وتحالفه الحكومي الذي قام ضد رفع ميزانية الصحة والتعليم، ركيزتي كل تنمية حقيقية.
www.achawari.com