مليكة أوشريف
تسبب التغيرات المناخية مشاكل مدمرة لكوكب الأرض،وتعتبر الفياضانات و ما ينتج عنها من انجراف التربة واحدة من اهم مظاهر التغيرات المناخية التي تعرفها مناطق من الكرة الأرضية.
وفي المغرب تعرف عدة مناطق عواصف و فياضانات مدمرة و خصوصا منطقة الجنوب الشرقي.
ويعد فيضان واد غريس انعكاسا لما تشهده المنطقة من تغير في المناخ،ففي كل خريف تحدث تساقطات مطرية رعدية مصحوبة ببرد من الحجم الكبير مما يؤدي الى فياضان واد غريس و قد شهد عام 2018 اقوى حمولة هي الاكبر منذ ربع قرن مخلفة بذلك اضرارا جسيمة ،حيث اتلفت المحاصيل الزراعية من الذرة و البطاطس و جرف اشجار التفاح بالشريط الزراعي على طول مسار الوادي.
وتأتي هذه الفيضانات في وقت يكون فيه السكان يستعدون لجمع محاصيل المنتوجات المعيشية لأهل المنطقة التي تعاني اصلا التهميش و تعيش على ما تجود به الحقول الصغيرة على ضفاف الوادي.
كما تسبب هذه الفياضانات عادة نفوق قطعان الماشية من الاغنام و المعز لان المنطقة يقطنها عدد كبير من الرحل.
ويلاحظ الزائر للمنطقة كيف تضررت عدة قرى على طول مسار الوادي بدءا من قرية ايت سدي مح و تنا و تركا و اموكر و اوددي بجماعة اسول عمالة تنغيير وصولا الى لحرون و كلميمة.
وفي كل حمولة لواد غريس يتم جرف الاراضي الزراعية المحيطة بالوادي مما يهدد السكان في مصدر عيشهم الوحيد، في غياب اي تدخل لدولة لحماية ضفاف واد غريس من التاكل.
ومع كل كارثة تتجدد مطالب الساكنة ببناء سد واد غريس، لحماية المنطقة من خطر الفياضانات و توفير المياه لسكان المنطقة، عبر جمع المياه بدل تركها تهدر في الصحراء في وقت تعاني منه بعض الدواوير من نذرة المياه وبروز بوادر الجفاف.
وفي هذا الاتجاه سبق لفعاليات من المجتمع الحقوقي والمدني أن وجهوا ملتمسا استعجاليا لرئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، لببناء سد واد غريس لحماية المنطقة من خطر الفياضانات.
يذكر أن واد غريس يعرف في كل سنة حمولة مائية ضخمة يصل صبيبها الى مليون متر مكعب، وذلك حسب وكالة حماية الحوض المائي لكير زيز غريس.
وفي غياب بناء سد على هذا الوادي، فإن هذه الكمية الكبيرة من الماء تهدر مما يعمق مشكل التصحر و الهجرة القسرية للسكان، تحت ضغط الجفاف و تراجع المعيشية و ترهل مقومات الاقتصاد التضامني.
www.achawari.com