الشوارع ــ متابعة
تغيرت مفاهيم العمل الدبلوماسي النضالي، ولم تعد المجهودات الوطنية من أجل قضية الصحراء المغربية مقتصرة فحسب على وزارة الخارجية وما ينضوي تحتها من مصالح داخلية وخارجية. وبناء عليه، بات الباب مفتوحا أمام كل من له القدرة أن يستخدم إمكاناته العلمية والمعرفية عموما للتمكين لهذه القضية الوطنية العادلة والمقدسة لدى الشعب المغربي.
من بين ما هو متاح أمام الكفاءات المغربية مؤسسات وأفرادا جعل العمل التطوعي والعلمي الطبي جسرا نحو آفاق دولية ليؤدي دوره في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، كما صنع الدكتور الجراح مولاي عبد المالك المنصوري في قلب حواضر الصحراء.
فقد أكد للمنصوري عدد من القناصلة العامين لدول اٍفريقية صديقة للمغرب بكل من العيون والداخلة، على أن الملك محمدا السادس أرسى رؤية استراتيجية واعدة للتعاون مع الدول الأفريقية ، ترتكز على أبعاد متعددة ضمنها البعد المرتبط بالسياسة الاقتصادية والتعاون التجاري والثقافي بالإضافة إلى الجانب الروحي.
ونقل المنصوري هذه المواقف الدبلوماسية لمسؤولين أفارقة خلال جلسة عملية له في أشغال الندوة العلمية الدولية المنظمة بمدينة العيون أخيرا، والتي قاربت طيلة يومين موضوع “الذكاء الاصطناعي والصحة والابتكار البيداغوجي أي فاق؟”.
وعبرت الديبلوماسية الإفريقية خلال هذه اللقاءات عن تشبثها بالاختيار الديمقراطي للملك محمد السادس بشأن الوحدة الترابية، ودعمه بكل الوسائل والترافع بشأنه في جميع المحافل الدولية، معتبرين مغربية الصحراء أمرا محسوما تاريخيا وواقعيا.
وتباحث المنصوري، وهو الطبيب الجراح ذو الخبرة الواسعة في العمل التطوعي، مع القناصلة العامين سبل التعاون والشراكة في مجال تنظيم قوافل طبية في مختلف الدول الإفريقية بتعاون ومشاركة قوية من أطباء المغرب المنضوين تحت لواء جمعيات مهنية مهتمة بهذا القطاع ولها خبرة كبيرة في مجال الجراحة وتنظيم القوافل.
ويرى المنصوري أن المجال الطبي ذو دور أساس في تكريس ديبلوماسية موازية لتعزيز التعاون المغربي الأفريقي في مختلف مجالات الطب والجراحة والعمل التطوعي في هذا المجال، سيرا على السياسة التي رسمها الملك محمد السادس والرامية إلى تقوية التواجد المغربي في إطار الوحدة الترابية. .
وفي السياق ذاته، تم الاتفاق على تنظيم قافلة طبية بمشاركة أطباء أفارقة مارس المقبل في مدينة العيون، وتوقيع اتفاقيات تعاون لتنظيم نفس هذه المبادرة بدول افريقية.