الشوارع
عكس عدد من التوقعات التي كانت تنتظر انفراجا ولو جزئيا في ملف معتقلي أحداث الريف، وفي قضية لصيقة به هي ملف الصحافي حميد المهداوي، جرت رياح الغرفة الجنائية بمحكمة الاسئناف في الدار البيضاء عكس أماني المتفائلين من أسر المعتقلين وأيدت أحكام المرحلة الابتدائية، وذلك في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة.
وهكذا حكمت المحكمة ذاتها بتأييد الحكم في حق المهداوي بثلاث سنوات سجنا نافذا، بتهمة عدم التبليغ عن جريمة تهدد سلامة الدولة، كما أيدت المحكمة الحكم الصادر بحق ناصر الزفزافي ونبيل أحمجيق ووسيم البوستاتي وسمير إغيذ بعشرين سنة سجنا نافذا.
وفي نفس السياق، قضت هيئة الحكم في حق كل من محمد الحاكي وزكرياء أضهشور ومحمد بوهنوش بالسجن 15 سنة سجنا نافذا، بينما قضت بالسجن النافذ بعشر سنوات في حق محمد جلول وكريم أمغار وصلاح لشخم وعمر بوحراس، إضافة إلى أشرف اليخلوفي وبلال أهباض.
إلى ذلك، أدانت المحكمة عشرة متهمين آخرين بالسجن النافذ 5 سنوات، بينهم محمد المجاوي وشاكر المخروط وربيع الأبلق وسليمان الفحيلي، إضافة إلى محمد الأصريحي وعبد العالي حود، وإبراهيم أبقوي والحسين الإدريسي، فيما أدانت المحكمة ذاتها مجموعة من المتهمين بثلاث سنوات سجنا نافذا، منهم إبراهيم بوزيان وشقيقه عثمان ويوسف الحمديوي ومحمد المحدالي ومحمد النعيمي ومحمد الهاني، وفؤاد السعيدي.
وبمجرد النطق بالحكم عم المحكمة جو جنائزي، حيث تعالى عويل ونحيب أمهات وزوجات المعتقلين، كما ارتفعت أصوات أفراد عائلاتهم مستنكرين الأحكام الصادرة بحق ذويهم.
تعليق:
ــ قراءة الموضوع بلغة الحقوقيين يدفع باتجاه ضرورة البراءة
ــ قراءة القضية بمنظار دعاة حرية التعبير يعني أن المهداوي كان يجب أن يكون في بيته الليلة بسلا
ــ النظر في القضية بمعايير الوضع الإقليمي ومستتجداته يميل باتجاه التخفيف على الأقل ومراعاة التوازنات
ــ إعمال مقاييس السياسة ومراعاة الاحتقان المجتمعي بالمغرب يقول رفقا بالعباد وبطنجرة البلاد
لكن ــ وما اصعب ولكن هذه ــ النظر في الملف وتقليبه بتقديرات القضاء في المرحلتين الابتدائية والاستئنافية لم تر غير أحكام تراوحت بين الثلاثة أعوام والعقدين.
منذ بداية أول جلسة كتبنا في هذا الموقع أن هذا الملف اختلط فيه السياسي بالاقتصادي بالاجتماعي بالاقتصادي بالأمني بالثقافي بالذاكرة التاريخية..وبما أن القضية بهذه الدرجة من التعقيد فإن إعمال مقاربة وحيدة أو تغليب وجهة نظر بعينها على بقية الوجهات لن يزيد الطين إلا بلات ومنزلقات.
ولأن الوطن والمستقبل أهم وفوق الجميع فإن انفراجا شاملا في المغرب بات ملحا. كيف الوصول إلى مصالحة مع الذات والانطلاق بقوة نحو المستقبل؟ تلك مهمة كل الطيف الوطني من سلطة وأحزاب ومؤسسات ومجتمع مدني..وإلا لم يصلحون أصلا؟
www.achawari.com