السمك في مخيال وواقع الإنسان المغربي هو السردين أولا ثم ربما نوع آخر من هذه المخلوقات البحرية اللذيذة، والتي صارت مرة بسبب الغلاء الفاحش الذي طالها كما مس كل ما هو ضروري لمائدة عادية.
وأخيرا انتهت فترة الراحة البيولوجية الخاصة بأسماك السردين، بعد 45 يوما من توقف صيد هذه الأسماك بالجزء الأكبر من السواحل الوطنية، ما أدى إلى ارتفاع أثمان هذه المادة الحيوية في الأسواق، نظرا لقلة العرض وارتفاع الطلب.
وبشرت يومية الاخبار المغاربة، قبيل شهر الصيام، بأن أسعار بيع الأسماك سواء في أسواق البيع الأول، أو في أسواق البيع الثاني أو لدى الباعة بالتقسيط، ستعرف انخفاضا كبيرا بدءا من هذا الأسبوع، وستعود إلى مستوياتها العادية، وذلك بعدما أبحرت مراكب الصيد الساحلي- صنف السردين من مينائي طانطان والعيون.
وكانت كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري قد أصدرت يوم 13 فبراير الجاري قرارا جديدا يحمل رقم 01/25، يقضي بمراجعة المادة الأولى من القرار رقم 01/24 الصادر بتاريخ 12 دجنبر 2024، والمتعلق بمنع نشاط مراكب صيد السردين في منطقة تواجد صغار الأسماك السطحية الصغيرة شمال العيون.
وبناء على القرار الجديد تم فتح هذه المنطقة من المصيدة بشكل استثنائي لمدة شهر، انطلاقا من يوم 16 فبراير الجاري إلى غاية 17 مارس المقبل، وأضحى مسموحا صيد السردين في المنطقة، بعد تجاوز ميلين بحريين إلى اليابسة في المنطقة المذكورة.
واستنادا إلى المعطيات، فقد عاش المغاربة منذ بداية السنة الجارية، موجة غلاء غير مسبوقة بخصوص أثمان السردين في أسواق السمك بالتقسيط، ففي بعض المدن بلغ ثمن الكيلوغرام الواحد من هذه المادة التي تعتبر سمك “الفقراء” حوالي 30 درهما، وفي مدن أخرى اختفت هذه المادة كلية من الأسواق منذ أسابيع.
وقد كان السبب الأساس لارتفاع الأثمان مرتبط أساسا بفترة الراحة البيولوجية، التي دخلت حيز التنفيذ من فاتح يناير المنصرم إلى يوم 15 فبراير الجاري، ما أدى إلى توقف أسطول كبير ينشط في مصيدة السردين.
وبدأت الراحة البيولوجية للسردين، يوم فاتح يناير المنصرم، طبقا لثلاث قرارات أصدرتها كتابة الدولة في الصيد البحري، والتي قسمت المناطق البحرية إلى ثلاث، إذ تقرر اعتماد فترة راحة بيولوجية لأسماك السردين بالمصيدة الأطلسية الوسطى من منطقة “تغناج” التابعة لمندوبية الصيد البحري لأكادير إلى حدود “كاب بوجدور” التابعة لمندوبية الصيد بالعيون، مدتها 45 يوما حسب القرار رقم 02/24، تبتدئ من فاتح يناير إلى 15 فبراير الجاري، فيما المنطقة الثانية تمتد من “كاب بوجدور” التابعة لنفوذ مندوبية الصيد ببوجدور إلى “الكاب الأبيض” بالداخلة، تقرر اعتماد راحة بيولوجية بها مدتها شهران، تبتدئ من فاتح يناير حتى يوم 28 فبراير الجاري، طبقا القرار رقم 03/24، أما القرار الثالث فقد حدد فترة راحة بيولوجية للأسماك السطحية لمدة سنة كاملة، وذلك بمصيدة محددة بإحداثيات جغرافية شمال العيون.
وقد لجأ القطاع الوصي إلى اعتماد فترة راحة بيولوجية خاصة بالأسماك السطحية، وخصوصا السردين، وذلك نظرا لحالة المخزون الذي وصل مستويات خطيرة من الاستنزاف، ما دفع المعهد الوطني للبحث في الصيد البحري إلى دق ناقوس الخطر، كما أن عددا من مراكب الصيد الساحلي بعدد من الموانئ الوطنية، لم تحقق منذ سنتين تقريبا نتائج مرضية.
تعليق:
في الثمانينات راجت أغنية شعبية تقول: آآالساردين مال عويناتك خارجين؟ قيل ذلك في زمن وفرة السردين ورخص سعره بحيث كان يجلب للأسواق وهو حي وبعينين تنظران مباشرة إلى المستهلك، أما اليوم فقد أغمض عيونه…نعم غمض عينيه ودار بحالة لديك الجيه حيت لبحر عيط عليه…على رأي المرحوم داني مول “السماوي” وفنان سوق أربعاء الغرب.