الشوارع
نعم الترويح عن النفس مهم بين فينة وأخرى.فعلا، فالقلوب إذا كلت عميت. ولكن، ولكل شيء لابد من ولكن.
كرس الممثل حسن الفد نفسه في السنوات الأخيرة كوميديا حقيقيا على مسرح الفن المغربي، وقد ساعدته في الأمر عوامل شتى فيها الموضوعي واللاموضوعي والشخصي.
ومن جملة الأسباب التي ساعدت في نجاح الفد الركون إلى الثقافة المغربية وفضاء البادية المتقشف في الديكور والبهرجة. وقبله نجحت أعمال أخرى التجأت للحكمة نفسها: الرجوع إلى الذات المغربية.
غير أن الانسياق وراء الربح واللهاث خلف “البوز” قد يكون بداية نهاية اي نجم مهما علا في سماء الكتابة أو المسرح أو الغناء، وهذا ما يوشك أن يزج الفد فيه نفسه عبر الحلقات الماسخة التي أطل من خلالها على المغاربة تحت اسم”الطوندونس”.
الحلقات الأولى تقول كل شيء، ولا تترك تشويقا لما سيأتي بعدها: لغة مبتذلة وحركات تنهل من قاموس الزنقة وراس الدرب، و”التوراك” على الكلمات كي تكون في تناغم مع دارجة “التشمكير” و تحباست التي غزت ألستة شباب المغرب في العقد الأخير، وكأنها الحامل الوحيد الممكن لإيصال فكرة أو إضحاك الناس.
سقطة الفد هذه تحسب بمعايير الفن الراقي، ولا تنساق وراء أي مقياس هجين يستند إلى “الكم” والبوز وما جاورهما.
ولو كان للفد من المقربين المخلصين لنصحوه بالاختفاء والصمت وليس ضروريا أن يظهر كل رمضان بعمل كيفما كان. وإن كان الدافع يا كبور هو “الصرف” فلقد ضربت الصرف حتى شاط الخير. خليك فعزك وخليها بخيرها بجميلها.