الكتبيون يوجهون رسالة استغاثة إلى..”من لا يهمه الأمر”

في زمن حكومة الكفاءات المغرب كله اصبح غاضبا: الأساتذة مضربون وكل القطاعات تغلي والسوق مشتعلة بالغلاء والمقاولات الصحفية تعيش على صدقات الدولة…والثقافة تنتحب..والفن يبكي والكتبيون يستغيثون.هذة رسالة واحد من اشهر كتبيي المغرب تعبر نيابة عن البقية وتقول كل شيء عن واقع الحال.
يوسف بورة*
“من كتبي الى من لا يهمه الامرقطع الاعناق ولا قطع الارزاق”: لعل هذه القولة هي اقرب تعبير عن الوضعية الكارثية التي وصل اليها الكتبيون بسبب سياسة الإقصاء وصم الأذان التي تنهجها وزارة الثقافة والاتصال في حقهم .وخصوصا منذ مجيء الوزير الحالي السيد بنسعيد الذي يبدو أن مفهومه للثقافة والصناعة الثقافية يتطابق مع مفهوم المقاولة التقليدية القائمة على الربح المادي..والمادي فقط .
ولا أدل على ذلك طبيعة التظاهرات والأنشطة المنظمة بشراكة مع الوزارة والمتسمة بالنخبوية وبالابتعاد بالمعرفة والثقافة عن عموم الناس البسطاء.بل وتهريبها نحو الفئات الميسورة وبعض المحتكرين والحيتان الكبيرة سواء في مجال الكتاب او غيره.

هذه ملاحظة عامة حول السياسة الحالية للوزارة .أما فيما يخص الكتبيين فإننا لن نتعب من تكرار مطالبنا وعرض معاناتنا للرأي العام ولكل المهتمين والمثقفين حتى يصل صوتنا الى مبتغاه .فنحن من حقنا كجميع المهن الثقافية ان نحظى بوضع قانوني واضح وبدعم من المال العام يوازي مجهودنا ودورنا في تشجيع القراءة وتوسيع قاعدة المواطنين المهتمين بالشأن الثقافي بغض النظر من انتماءاتهم الاجتماعية او امكاناتهم الاقتصادية .

وان اول مطالبنا في هذه المرحلة يتجلى في إحياء المعرض الوطني للكتاب المستعمل .ونقول لأولئك الذين يقفون في وجه عودة تلك التظاهرة أنهم أعداء الثقافة والمعرفة .ولأولئك الذين يرون فيه منافسا لهم أن المجتمع أعمى ابصارهم لأن الكتبيين مجرد تجار بسطاء لا يتصرفون في المليارات والصفقات المشبوهة وشراء الذمم والصناعة الثقافية الحقيقية.

ونزيد ونقول لكل هؤلاء ،وفي مقدمتهم مسؤولو الكتاب بوزارة الثقافة، إن الكتبيين يخدمونكم أكبر خدمة لأنهم يوسعون دائرة القراء ويقربون الكتاب الى شرائح اجتماعية اوسع وبالتالي فهم يخلقون زبناء مستقبليين لصناعة النشر والتوزيع الحديث ،والتفكير عكس هذا لا يعدو كونه نظرا قاصرا لا يرى ابعد من أنفه.

إن الكتبيين لن يملوا ولن يكلوا من المطالبة بعودة معرضهم الوطني الذي حرم منه مئات آلاف المواطنين …بالمغرب.

ولن يملوا من المطالبة بفتح حوار جدي حول باقي مطالبهم المهنية والمعنوية .حتى يعود إلى مهنتهم ذلك الألق وذلك الاعتبار الذي يستحقونه بكل جدارة واستحقاق .

*مدير المعرض الوطني للكتاب المستعمل

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد