الشوارع ــ المحرر
لا يقل المغاربة سخرية عن باقي الشعوب، ومنها الشعب المصري ذو الدم الخفيف، سيما في مقاومة القهر السياسي والاجتماعي، حيث تصبح النكات ذخيرة في وجه بشاعة الزمن.
وفي غمرة الغلاء الفاحش الذي هبت معه نسائم الجوع على شعب مغربي كان إلى وقت قريب يتندر بعام البوم، ويباهي بالرخاء المستدام على هذه البقعة الجغرافية الغنية، في خضم كل هذا لم يفقد المغاربة بعد قدرتهم على السخرية من هذا الحال الذي عنوانه البرازيل وبقر “رونالدو سيدي علال”.
فما أن ظهرت أولى صور البقرات البرازيليات غير الحسناوات حتى تمعنت فيه العبقرية المغربية الشعبية الفذة..وهات يا مقارنات:
ـ هناك من طرحوا سؤالا بصريا مشروعا: هل هذه بقرات أم إناث جواميس؟
ــ هناك من استدعى الذاكرة السينمائية/المسرحية المصرية واستحضر ارتجال الراحل يونس شلبي حين غنى: بقرة راحت تقابل بقرة مالقتهاش بقرة يا ليلي ..لقاتها جاموسة يا عيني…إلخ.
ــ وثمة من ارتقى سلم السخرية بعيدا ليقول: هذه هي رؤية البقرات العجاف التي رآها عزيز مصر، كما ورد في سورة يوسف عليه السلام، وهي تأكل سبع بقرات سمان..قد تحققت مع “عزيز المغرب”.
لنعد إلى الجد، رغم أن الساخرين هم أكثر الناس جدية في الحقيقة، وضد الجد ليس الهزل بل اللامبالاة…المهم، هذا البقر ليس جوابا على غلاء اللحوم التي فاق ثمنها ببلادنا اثني عشر دولارا أمريكيا..هذه الكائنات التي يساوي لحمها في البرازيل عشرين درهما مغربيا..بالسلامة بشحال ناويين تبيعوها للشعب؟
قالوا إنها سليمة وأخرجوا ورقة موافقة مكتب “أونصا”…متناسين منسوب الثقة في كثير من المؤسسات تضاءل وصار ضحلا مثل مياه نهر بهت سنوات الجفاف.
وفي النهاية، المغربي يتمتع بحس ورثه عن أجداده يهمس في دواخله: عينك ميزانك إلا أن المغاربة هذه الأيام بين ناري الأسعار واختلال كفة ميزان العدالة الاجتماعية.