الوباء زعيما..فنجان قهوة مع “كوفيد” تحت حماية “المخزن الصحي”

 أحمد الـــــــجــَلالي

لأنهم ربونا على أن “لي بغاها المخزن هي لي تكون”، وحيث أن الثقة مهمة بين الحاكم والمحكومين، فقد أقنعت نفسي أن ما يقوله لنا “المخزن الصحي” هذه الأيام الوبائية لابد أن يكون “صادقا وحقيقيا وعلميا”.

وعليه، فقد “فهمت” أن الفيروس القتال اتخذ لنفسهم مع الشعب المغربي “بروتوكول اشتغال” ومواعيد عمل ونشاط لا يخلفها، ذلك أن لـ”كورونا” أوقاتا محددة  تخرج خلالها لافتراس الأشخاص، ثم كأي موظف منضبط تنسحب من الشوارع وتعود إلى مخبئها.

وعلى أساس هذه المعطيات “العلمية” واستنادا إلى كل ما تشرخ وزارة آيت الطالب “طلبت السلامة” من الحفيظ العليم وغافلت لحظات “قيلولة” الكوفيد ثم تسللت إلى ركن ركين بمقهاي المعتاد قبل زمن الوباء والبلاء والزيادة في الأسعار وإتعاس الأشقياء.

وبما أن فئة من الشعب تفعل أي شيء هذه الأيام من أجل سنوات من “التلذذ” في الوزارات والإدارات والبرلمان والجماعات فقد فعلت مثلهم بدوري وأطلت رشف قهوتي طمعا في “تلذذ” ولو محدود في الزمن، لكنه مؤدى عنه قرابة دولار لكأس عصير البن.

كان اليوم بعاصمة قبائل بني حسن “مطنطنا” من حيث حرارة الطقس إذ شعرت أن درجة الحرارة لابد أن تكون قارب السادسة والأربعين عصر هذا اليوم. هنا، وفي أوقات البرد والحر، لم أعد أثق في النشرة الجوية بل في جسدي وكم يتصبب عرقا لأحدد درجة الحرارة في الظل وخارج الظلال كلها.

طمعت في بعض “التلذذ” كما أسلفت لكن وبمجرد أن هبت بعض النسمات حتى قرر “اشعيبة” المحترم أن يعلن انتهاء تلذذي المؤدى عنه: أفواج من المسحوقين أمرها بالخرج للشارع ومباشرة “فعايل الحملة الانتخابية”، فالمرشحون وقتهم حاليا يعد بالجزء من الثانية…إن للكرسي صوتا يذهب بالعقل ويضرب قوانين الطبيعة والطاقة الجسدية في صفر مكعب.

ماذا رأيت بعين الصحافي اللاقطة لما لا يلتقط؟

مجموعات مرت بي تمارس الدعاية لأحزاب شتى لكن ما يجمعها أمران لا ثالث لهما:

أولهما، “صوت على فلان”………ولا أحد طلب مني التصويت لفائدة أي حزب أو رمز.

ثانيهما، البؤس الذي يجمع بين ملامح موزعي المنشورات كبارا وصغارا، ذكورا وإناثا: قسمات وجوه قاسية ومنكسرة، آثار الزمن على الملامح والجلد، هياكل عظمية تسترها ملابس بسيطة. أشكال من الأبدان تلاعبت بها سوء التغذية وقلة الفيتامينات والبرتينات وغياب التطبيب وسوء الحال بما يعنيه معنى واصطلاحا. إنهم مياومون في عمل موسمي سينتهي بعد بضعة أيام فيمضون إلى براريكهم وخيباتهم وفي الجيب دريهمات، فيما سيتجه المنتخب الناجح إلى “نعيم ريعي” لسنوات، مع ما في الهمزة من صفقات و”أعمال”.

كلما مد لي أحدهم منشورا دعائيا لم أمانع ولم أؤخرهم بسؤال أو ملاحظة. كنت أحاول أن أخفف عنهم ثقل هذا العمل الذي أوكل إليهم بلا حماس مناضل أو استعداد من يؤدي وظيفة يؤمن بها. لاحظت أن أعينهم تتفادى النظر إلى عيني مباشرة. يعرفون أن “الوقت فقط” من جعلتهم يفعلون ما يفعلون، ولعل كلا منهم يعتذر لك سرا ويلعن أمورا كثيرة بلا كلمات تسمع.

فكرت في عشرات الملايير التي صرفت على هذه الحملة لو أنها صرفت على هؤلاء المسحوقين غذاء ودواء ما الفرق الذي كان سيكون؟ فكرت في الطريقة التي تعاطى بها كل حزب مع حصته من الدعم السخي للدولة من مال الشعب. لم أنس “حرايفية الفاكتورات” في كل حزب وكيف يمكن لهم تطويع “باباها” إلى أن تكون “سينك سينك”…

وقت “تلذذي” شرف على الانتهاء مثلما لابد أن كورونا كانت تنظر إلى ساعتها للخروج قصد استئناف العمل. كانا يضبط عداده ولابد من احترام هذا التناوب بيني وبين الوباء.

وضعت المنشورات التي وصلت إلى يدي دون طلب وتأملتها بعين رجل التواصل المحترف. في الحقيقة لم أنو قراءتها بل فقط أن تتلهى عيني فيها قبل أن أقوم من مقامي.

كانت منشورات خمسة أحزاب “عليها العين” في هذه الفترة قبل نتائج الاقتراع. أقول واثقا أننا لو أخفينا “لوغوهات” الأحزاب ورموزها لكان المضمون واحدا. وأقول متيقنا إني أستطيع أن امنح لكل من حرر كلمات هذه النصوص الدعائية صفرا كبيرا في مواد التواصل واللغو العربية  والتصميم..على الأقل.

تخيلت كل زعماء الأحزاب أمامي يستجدون صوتي وأنا حائر بينهم، ولأني ــ فرضا ــ علي أن أحسم صوتي فلابد أن تكون لي معايير لأخرج من الحيرة، وهذه المعايير لابد أن تنبني على قدرة برنامج محدد على إقناعي والظفر بصوتي، والحال أنه كما أسلفت فليست أمامي برامج ولا حتى مسودات برامج قابلة للتطوير.

ومع كل هذا فقد غيرت الخطة ولخصت الأمر كله في أسئلة بعينها أوجهها لأرباب الحوانيت الحزبية، ومن أقنع انتفع ومن عز بز:

ــ واحد: كيغاديروا باش القضاء يتصلح ولي مشا للمحكمة ياخذ حقو باطمئنان؟

ــ جوج: شنو الطريقة باش الطب ديالنا يتعالج ويبرا ونمشيو ندواو؟

ــ ثلاثة: ملايين البطاليين كيفاش ديرو باش تخدموهم ومنين غنجيبو فلوش المشاريع؟

ــ ربعة: السكويلة العمومية ضربها رواس..والأساتذة جهلوا بكثرة الروينة…كيفاش تفكوها؟

ــ خمسة: السكن البهائمي لي في الكاريانات..عندكم شي وصفة باش لمغاربة لي في هاد الأحياء يوليو “بحال بنادم”..ساكنين نقيين وعندهم فين يخراو؟

 سأكون سعيدا أن ينقل عني كل من قرأ هذه الأسئلة ليوجهها إلى كل من دعاه للتصويت لصالحه..وفي حال عجز عن الجواب ومع ذلك ألح عليه في ضرورة منحه صوته “يخرا على بوه”………ويسد الباب.

www.achawari.com

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد