الشوارع
يصر وباء كورنا على قلب كل المواضعات الاقتصادية والعلمية رأسا على عقب. فكل شيء في زمن الوباء صار البحث فيه وتغيير النظرة إليه ممكنا. وكل الخطابات السائدة من قبل صارت عرضة للتغيير وربما حتى التنكر لها.
وقد ظلت نبتة القنب الهندي/الكيف مصنفة بالمغرب وغيره من المخدرات التي يجب أن تحارب وتحاصر وتمنع بقوة القانون وعصا السلطة. وحتى الدعوات التي سارت في اتجاه تقنينها قوبلت بالاستهزاء والاستنكار.
لكن يبدو تدريجيا أن زمن الوباء الضاغط قد يقلب الأمور فيصبح الكيف عندنا نبتة مقدسة وكتامة عاصمة العلم والشفاء من الأمراض، بالسبسي وبالمستحضرات الطبية.
فقد كشفت أخيرا فرق بحث علمية ممن يعملون في إيجاد طرق جديدة لمكافحة أشد مضاعفات “كوفيد-19″، كعلاج غير محتمل للمرض.
وحسب دراسة بجامعة ساوث كارولينا، وجد الباحثون أنه، في تجارب على الفئران، يمكن للقنب أن يمنع الاستجابة المناعية الشديدة التي قد تكون قاتلة لمرضى فيروس كورونا.
ويبدو أن مادة “رباعي هيدرو كانابينول”(Tetrahydrocannabinol)، التي تعرف اختصارا بـ THC، وهي المادة الأكثر شهرة في القنب والمسؤولة عن خاصية التأثير النفسي العالية، تعمل على قمع متلازمة الضائقة التنفسية الحادة، وهي المضاعفات التي تسبب العديد من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا.
ونشر الفريق بقيادة الأستاذة أميرة محمد أبحاثهم في مجلة Frontiers in Pharmacology. وكتبوا أن “العلاج باستخدام رباعي هيدرو كانابينول (THC) أدى إلى نجاة الفئران بنسبة 100%”.
وأجرت الفرق الثلاث المنفصلة من الباحثين عشرات التجارب على الفئران لمعرفة ما إذا كان بإمكان رباعي هيدرو كانابينول منع الاستجابة المناعية التي تؤدي إلى تطور متلازمة الضائقة التنفسية الحادة عن طريق إدخال المادة في الفئران.
ونجت 100% من الفئران التي تلقت رباعي هيدرو كانابينول (THC)، بينما نفقت تلك التي لم تتلق المادة الكيميائية