بنسالم حميش يجلد الأصاغر المستأسدين على اللغة العربية

الشوراع/متابعة

في مقابل الحملة المسمومة والتبخيس المرضي تجاه اللغة العربية،تبرز بين الحين والآخر أصوات قوية ملمة عاقلة عارفة بأسباب النفسية والثقافية التي تغذي الأحقاد تجاه لغة الضاد. من بين أقوى ما نشر دعما للعربية وردا للصاع صاعات، مقالة مطرزة بحذق للروائي المغربية بنسالم حميش، اقتطفنا منها المقطع التالي:

 ” ..أما اللغة العربية، كما نجرب وندرك، فإنها تتعرض لهجمات عداء متجانسة الأهداف والمرامي، متنوعة الوسائل والأساليب، وتعيش محنة تفاقمت مظاهرها واحتدت منذ أكثر من عقد. وهذا بعض من وجوهها على سبيل التمثيل فقط:

– رمزت إلى أمثولة أمريكا اللاتينية، وأعلم أنها لن تفيد شيئا محترفي الغلو والتعصب الحاملين للغة العربية (وبالتالي لثقافتها قديما وحديثا) كراهية وحقدا شديدين لا مبرر لهما عقلا وتاريخا، إلى حد أن مجرد النطق باسمها يبعثهم على التقزز والنفور بدعوى-هذا ما يشيعونه-أنها لغة الوهابيين والسلفيين وتنظيم القاعدة والمجموعات “الإسلامية” الإرهابية، إلخ.

والتناقض العجيب المضحك أنهم في هجوماتهم الشرسة عليها لا يجدون بديلا عن استعمالها والنهل من مقدراتها البيانية والبلاغية، فيكون الواحد منهم كمن يضرب مرضعته أو يأكل الغلة ويلعن الملة.

وأقصد بهذه الفئة غلاة الأمازيغية وأعداءها الحميميين (ولكل حركة ولو كانت مشروعة متطرفوها)، وهم من حجاج إسرائيل والداعين إلى التطبيع معها، ومن متعبدي الغل والحسيفة، يركبون القضية عوجا، ومن حيث لا يدرون ينسفونها نسفا وينفّرون الناس منها، فينسحب عليهم المثل السائر: “حاميها حراميها”.

– وجه ثانٍ من العداء يمثله كتاب فرنكفون مستأسدون متغولون. وأدب هؤلاء لم يعد يسمى كما بالأمس الأدب المغربي المكتوب بالفرنسية بل “الأدب المغربي” وحسب، كأنما الفرنسية رُسّمت ولو من دون إعلان دستوري أو مؤسساتي. فالعربية في زعمهم المريض لغة مقدسة [!]

وبالتالي لغة الرقابة والرقابة الذاتية، لا تهب في تصويرهم الأمرض حرية الخيال والتعبير الفردي، التي هي خصيصة اللغات الغربية، وهكذا يوهمون شرائح السذج باقتدارهم على الكتابة بتلك اللغة، لكنهم بسبب موانعها وكوابحها يفضلون الكتابة بالأخرى، هذا مع أنهم يوجدون على بعد سنوات ضوئية من اللغة العربية وثقافتها.

ومثل ذلك الكلام العبثي نقرأه عند كتاب مثل بن جلون وأتباعه الأصاغر سنا وآخرين من درجات دنيا، ولا ينمّ إلا عن عداء مترسخ يفشونه قولا وفعلا كلما استبد بهم منطق النرجسية والتبرير الذاتي من جهة، وشعور عنجهي بالتفوق ناتج عن جهل مركب وسوء طوية ضالع من جهة أخرى.”

 www.achawari.com

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد