بنشماش ينتصر على الفقيدة “السياسة”..نلتقي في السواد

الرباط/الشوارع

هللت القوات الفيسبوكية التابعة للبام كثيرا لفوز “الزعيم” الجديد بنشماش بولاية ثانية على رأس مجلس المستشارين، وكأن الأمر يتعلق فعلا بمعركة ديمقراطية حقيقية فيها صراع فعلي للبرامج والأفكار.

لقد كانت الامور محسومة لصالح بنشماش سلفا، وحتى عندما انتفض مرشح البيجيدي نبيل الشيخي في آخر رمق لم يعن ذلك أن هناك تنافسا ما، فالرجل احتج بتنافس “نضالي” لأن الأغلبية ليست أغلبية وحتى المعارضة ( البام والاستقلال) بينهما غير أمور حتما ليست السمن والعسل.

والغريب أن بنشماش ــ وكأنه في غاية الجدية ـ قدم برنامجا وتحدث عن اوراش قال دعائيا يريد استكمالها. وهنا لم نعد ندري هل يتعلق الأمر برئيس مؤسسة دستورية أم بشركة زميله البعيوي “بيوي طرافو” التي حفرت أهم شوارع القنيطرة وقطعت أشجارا تاريخية كان ليوطي من جلبها لمدينة “حلالة”.

ومن سخرية القدر، وبينما كان بنشماش يعد لاحتفال بنصر متوقع، كان قد انتشر فائقة خبر وضع مواطن شاب من مكناس حدا لحياته التعيسة بسبب هؤلاء السياسيين المتعاقبين على أعصابنا، الذين يقتلوننا غيظا وكمدا.

وقد وضع الشاب حدا لحياته، منتحرا بالسم، بعد عجزه عن إيجاد شغل   يغنيه عن الاعتماد على أسرته في مصاريفه اليومية.

 وكان الراحل أعلن ليلة أمس عبر صفحته بالفيسبوك، إقدامه على الانتحار، تاركا رسالة تحرق القلوب التي فيها ذرة إنسانية: “أعلن أنا صاحب هذا الحساب الآن أنني في أخر لحظاتي في هذا العالم، وأنني تناولت كأساً من مادة السم، وبضع جرعات من مواد أخرى ستأخذ مفعولها في جسدي بعد ساعتين من الآن”.

وأضاف المواطن الذي انتحر قهرا: “كان بودّي أن أحيا حياة جميلة، لكن للأسف هذه الحياة ظلّت تعاكسني …و‏أنا تعبتُ من المكوث في المكان الخطأ، من التعايش مع الأشياء المتاحة، لا المرغوبة… فقررت أن أضع حدّا لحياة لا تأتي على سجيّتي … لتكون نهايتي سرديّة لبدايتي.”.

وكان لافتا أن هذا الشاب الضحية قد ختم رسالته بعبارة تعني الكثير: “نلتقي في البياض”.

ربما كان يقصد الفرار من هذا السواد في حياتنا الذي نغص وسود حياة السواد الأعظم منا.

WWW.ACHAWARI.COM

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد