الشوارع/المحرر
بحسه السياسي البراغماتي ونزوع قناعاته إلى التخندق في صف الملك والدولة، استشعر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، ضرورة الخروج من دائرة الصمت متلقفا تفاصيل اللحظة السياسية الدقيقة التي يعيشها المغرب، ومقدمات حالة الارتباك والتيه التي طفت على وجه حزبه.
فأمام الدعوات المطالبة بإقالة سعد الدين العثماني من موقع الأمين العام للحزب والدعوة إلى خروج “البيجيدي” من الحكومة، رفض بنكيران الأمر بشدة موضحا عبر فيديو مباشر أن الأمر يتعلق ب”التجند خلف الملك لأنه يتعلق بالمصالح العليا للدولة”.
وقال بنكيران إن قرار الرئيس الأمريكي “كبير جدا ولا يُتخيل مدى حجمه”، وأعطى مثالا بتجاربه كرئيس سابق للحكومة أني “كنت رئيسا للحكومة ولكن لا أتدخل في قضية الصحراء إلا بإذن الملك لأنها قضية سيادية فيها معركة دامت أكثر من 40 سنة”.
وبخصوص ارتباط القرار الأمريكي بإعادة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، قال ابن كيران “نحن كحزب سياسي قادم من الحركة الإسلامية ثقافتنا هي أننا ضد التطبيع، هذه هي الحقيقة”، مستدركا أن “المغرب ليس هو دولة أخرى وخطواته محددة ومضبوطة والقرارات بيد الملك”،
وبكل واقعية شدد بكيران على أن صورة العثماني وهو يوقع الاتفاقيات إلى جانب المسؤولين الأمريكيين والإسرائيلين قد لا تعجب الكثرين، مقرا أن ثمة “فرق بين أن لا يعجبنا الأمر أو أن نرفضه أو حتى أن نراسل الأمين العام بخصوصه، وبين أن ننسف مجهودات الدولة وأن نناقض بلاغ الأمانة العامة، هذه ليست سياسية”. .
وقال بنكيران لأصحاب دعوات إقالة العثماني وتكليف نائبه سليمان العمراني بمنصب الأمين العام إنه “ليس هذا هو الحزب الذي أعرفه، إننا حزب مؤسسات، والمؤسسات تجتمع في الوقت المناسب وتتناقش”، مذكرا أعضاء “البيجيدي” بأن الحزب اليوم “ليس حزبا سياسيا عاديا، بل هو حزب يترأس الحكومة منذ 2011 أي أنه عضو أساسي في بنية الدولة التي يترأسها الملك، والذي يتخذ القرار في مثل هذه القضايا المصيرية والسيادية” مشددا على أنه “لا يمكن أن نتصرف تصرفات تدفع للاعتقاد بأننا خذلنا الدولة في قضية حرجة”.
وبنبرة الناقد الناصح لتنظيمه السياسي توجه إلى أعضاء البيجيدي بالقول إن الحزب “خصو ما يلعبش.. دخلنا المسار السياسي لسبب بسيط، وهو أن نكون قريبين من مراكز القرار ليعرفونا على حقيقتها وحتى لا نُظلم كما تُظلم الحركات الاسلامية في العالم”، وتابع “طيلة 5 سنوات لم نكن أحيانا متفقين مع الدولة بما في ذلك الملك، لكن كنا نتعامل مع الخلافات بالاحترام والتوقير اللازمين”، مضيفا أن بقاء الحزب في الدولة “يعني أنه طرف فيها ولا يمكن أن يخذلها، لكن ما يقال عن العثماني هكذا سيُؤَول”
وذكر ابن كيران أعضاء حزبه “لا يتعلق بمباراة داخلية وإنما بمواجهة مع أطراف خارجية وكل الدول العظمى تتابع مسارها”، مبرزا أن العلاقة بينه وبين العثماني حاليا فاترة لكنه “يظل أميننا العام وأنتم الذين أعطيتموه أصواتكم، وهو رئيس الحكومة والملك الذي عينه، وكنتم قد أبديتم فرحكم بهذا التعيين”.
وبوضوح أكبر اضاف: “سقوط الحزب أمر يعنيكم، لكن ما يهني ألا تسقط الدولة وألا نصبح أضحوكة”.
وعن خروج العدالة والتنمية من الحكومة يرى بنكيران أنه “لا يجب أن يطرح الآن، حيث الواجب هو الوقوف مع الملك”، ثم أعلنها مدوية: “رئيس الحكومة هو الرجل الثاني في الدولة، والرجل الثاني لا يخرج عن الرجل الأول”.