“بيت الذاكرة”/الصويرة.. لبنة بصرح ذاكرة وطن تحتاج الصون والصيانة

الشوارع/المحرر

توقف المغاربة بإعجاب عند مشاهد الزيارة الملكية لبيت الذاكرة بالصويرة. كانت اللقطات ناطقة بالماضي والحاضر والمستقبل.الملك بدا منشرحا وهو يستمع لكلمتي كل من رئيس الطائفة اليهودية ومستشاره أندري أزولاي.

الملك،المسلم السني، هو أيضا أمير لكل المؤمنين، بصرف النظر عن معتقداتهم. الأمور واضحة، ولا سبيل لأي تأويل أو استغراب. ومحمد السادس لم يبتدع شيئا بهذا الخصوص.موقف جده محمد الخامس من اليهود يشهد له به التاريخ.

الذاكرة الوطنية تحتاج إلى صون وصيانة. الصون من النسيان، والصيانة من عوامل التلف والإتلاف.

مكونات هويتنا الثقافية غنية وزاخرة بما يجب أن نفخر به. ما لا نفخر به هو أن هذا التنوع الثري، الرأسمال اللامادي الذي أشار إليه وثمنه الملك في واحد من خطاباته القوية، يتعرض للامبالاة حينا، ولغياب حس المسؤولية في أحايين كثيرة.

ليس في الصويرة فحسب توجد كنوز المغرب التاريخية والثقافية. في كل مدينة سور أو بناء أو معلمة تعرضت لـ”تلافة” بالتعبير المغربي الدارج.

تراث المقاومة وجيش التحرير إرث عار علينا أن نهمله.مقامات أبطالنا من الريف إلى قبري سيدي يوسف بن تشافين ويعقوب المنصور هي الشاهد على المغرب الذي كان والمغرب الكائن والمغرب الممكن.

يجب ألا ينتهي هذا الوهج بمغادرة الملك للصويرة، ونسيان المقالات والربورتاجات والتغطيات المصاحبة للزيارة الملكية. احترام الذاكرة والاحتفاء بها ليس استعراضا مناسباتيا ولا مشاهد فولكلورية. إنه وعي بالذات وعمل مستمر في هذا الاتجاه.

المناسبة سانحة لفتح ورش “الأرشيف الوطني” توثيقا وعرضا واستثمارا.عيب أن تعرف عنا فرنسا أكثر مما نعرف عن أنفسنا، نحن أهل أرض المغرب وسمائه وشطآنه.

www.achawari.com


تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد