تسريب..هكذا وقعتُ بعد منتصف الليل ميثاق “السعادة” مع الحكومة

 أحمد الجَــــلالي

في البدء لا بد أن أعترف لقرائي بتهمة عبر عنها شاعر كبير اسمه أحمد فؤاد نجم مفادها أن” عشقي  للكلام غالب سكوتي وكرهي للسكات جالب شقايا”.

 لا بأس، فالصحافة والكتابة النابعتان من القلب ليستا مدادا بل هما دم نازف، وليس هناك للأسف نزيف بلا ألم. وكل ما يحدث أمام أعيننا في هذا الزمن الرديء عالميا وإقليميا ومحليا يبعث على كثير من الألم وقليل من الأمل.

وليس حالي يختلف عن واقع السواد الأعظم من أبناء الشعب المغربي، فكلنا واحد في الوطنية و في الألم والأمل. ولكل منا حقوق متساوية وواجبات تختلف حسب الإمكان والمكان والمتاح، وفوق طاقة المرء لا يلام.

بعيدا عن أية شعبوية أو سوداوية، لا أتفق مع الخطابات التي  تزعم أن ليس لبلادنا مؤسسات. على العكس تماما لدينا مؤسسات قوية ودستور أنيق في مضامينه وترسانة قانونية تتفوق على قوانين كثير من الدول.ولا ينقص قوانينا سوى جعلها فوق الجميع وتسييد روحها في كل الظروف.

وتعد مؤسسة الحكومة التعبير الإجرائي عن ثمرة تفاعل المؤسسات واشتغالها: فالحكومة هي نتيجة تفاعل الانتخابات كعملية ديمقراطية يمارس من خلالها الشعب سيادته وحقه في الاختيار، الذي يفترض أن يجد ترجمته عبر الأحزاب التي يتشكل منها البرلمان، الذي يفرز أغلبية تقود حكومة، ومعارضة تراقب الحكومة كي لا يحدث أي استفراد بالقرارات..وهكذا.

بهذا المعنى، تصبح الحكومة خادمة للشعب، ساهرة على التدبير اليومي لشؤون البلاد، تحت مراقبة لصيقة لمعارضة يقظة وإعلام حر مهني ناقد ومواطن.

وفي كل الحالات، فللناس مطالب، وعلى الحكومة تحقيقها ما أمكنها ذلك، وللناس مشاكل وعلى الحكومة إيجاد الحلول لها، وللناس أمنيات على الحكومة أن تكد لكي تحققها للناخبين.

حمل الحكومة ثقيل وحمل الفقراء أثقل.وأنا في كل الأحوال لا أريد وليس في نيتي إضافة مزيد من الأعباء عليها مخافة أن يكسر ظهرها. ومع هذا، ولأني من هواة “المختصر المفيد” سأكتفي بطلب وحيد يتيم من الحكومة: سعادة أعضاء الحكومة..حققوا لي السعادة…اجعلوني سعيدا.

ولكي يصل ملفي المطلبي لكل أعضاء الحكومة فلابد من مواجهة ورطتي في عدم التمييز والتوجه لعضو وغض الطرف عن آخر.

وبناء على ما تقدم، أتقدم قدما إليكم يا أصحاب السعادة وأعينكم باقتراحات محددة ــ واحدا واحدا ــ كي أنعم أنا أيضا بالسعادة: 

ــ عزيز أخنوش- رئيس الحكومة

 شكرا لأنك أقنعتني بأني نستاهل أحسن..ولأني صدقتك فعلا فقد جعلت مهمة إسعادي حملا على كتفيك..أنا أستحق أن أعيش سعيدا..وأموت سعيدا.

ــ عبد الوافي لفتيت- وزير الداخلية

يستحيل الشعور بالسعادة إذا غاب الأمن. ومع الأمن القوي الذي يتميز به المغرب، ننتظر منك تعزيزه أكثر عبر الزيادة في رواتب البوليس، وتوظيف نصف مليون عنصر أمن على الأقل سنويا، مع بناء مزيد من المراكز في الأحياء الشعبية.

ــ ناصر بوريطة- وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج

لا غل مقصك أيها الرجل الأنيق..متى نفرح بقنصلية أمريكية وفرنسية في صحرائنا؟ متى يحق لمهاجرينا أن يصوتوا؟

ــ عبد اللطيف وهبي- وزير العدل

بغيت محاكمنا تولي بحال ديال ماريكان..بالغت؟ غير بحال ديال الإسبان..من حيث الإسراع في معالجة القضايا واستقلالية القضاء.

ــ أحمد التوفيق- وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية

طلب بسيط ولن اثقل عليك: مباراة لاختيار أجمل الأصوات لرفع الآذان..وشي بركة زيدها للأئمة.

ــ محمد حجوي- الأمين العام للحكومة

أريد إجراء حوار صحافي مطول معك.

ــ نادية فتاح العلوي- وزيرة الاقتصاد والمالية

لست متخصصا في شؤون المال ولكني أعلم أنك كنت وزير سياحة: أطلب منك أن تفسري لي بصفتك الوزارية السابقة والحالية: كيف يمكن أن أتنعم بالسياحة الداخلية مع إلزامية جواز التلقيح وكيف للسياحة الداخلية أن تنشط رغم غلاء وسائل النقل وتدني القدرة الشرائية إلى الحضيض؟

ــ نزار بركة- وزير التجهيز والماء

تعال أحدثك عما فعلت الحفر بأقدامنا والطرقات المهترئة بعجلات سياراتنا…بغيت طريق نمشي فيها بلاما نتعكل..وبغيتك تطفي الما..لأن العافية شاعلة في أسعاره..وبغيتك تزور المناطق الجنوبية المهددة بالعطش وبقا تماك حتى تحفر ليهم آبار عاد رجع للرباط.

ــ شكيب بنموسى- وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة

نهار نشوف التلاميذ تخلصوا من ديك الحقائب لي ثقل من وزنهم، ونهار نحس أن “لقراية” عادت لها المعنى سأكتب عند قصيدة مدح..رغم أن تخصصي الشعري هجاء..اعدك بش ندير جهدي ونلعن شيطاني.

ــ خالد آيت الطالب:  وزيرة الصحة والحماية الاجتماعية

وقف التجربة السريرية المسماة “تلقيح”..ها العار..واعتذر للمغاربة. يكفيني منك هذا.

ــ فاطمة الزهراء المنصوري: وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة

نظمي جولة طويلة في أحياء مغربية بعينها بشرط أن أقترحها أنا لأني أعرفها. نوريك المغرب لي محتاج بصح لحقيبة وزارية تقابلو عشر سنين بالليل والنهار..باش تولي أحياء يقطنها أحياء.

ــ محمد صديقي- وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات

لأن جذوري بدوية ومازلت مرتبطا بالأرض ولأن أهالي قبيلتي يعرفون أني “صوحافي” فهم يفترضون أني فرباط وأعرف كلشي، ولذلك، جزاء الله خيرا، أنقذني من سؤال لهم يعري جهلي أمامهم كلما سألوني: شنو هو المغرب الأخضر وفوقاش غيوصل عندنا..عجل لي بالجواب عجل الله لبلادنا بالغيث.

ــ يونس سكوري- وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى، والشغل والكفاءات

لا أزعم فقها في الإدماج الاقتصادي ولا أميز بين المقاوبة الصغرى والمتوسطة ولكني أفهم جيدا في الشغل والكفاءة: وعليه قل لي رعاك الله كيف يمكن أن تصبح الكفاءة شرطا للمنصب وأنت تعلم كما أعلم أنا ما صنعته وتصنعه الزبونية بالكفاءات؟  

رياض مزور- وزير الصناعة والتجارة

ــ لا أقشع شيئا في الصناعة ولن أتطاول وقد مارست بعض التجارة، ومع هذا اغتنم الفرصة لاستفسرك: ألا يمكن أن نستورد من المواد المصنعة سوى ما نحتاجه فعلا؟ وماهي خطتك لتنظيم ما يسمى التجارة غير المهيكلة التي تعيل ملايين الأسر المغربية..من “تجار” قارعة الطريق إلى الجوطيات مرورا بالباعة الجائلين؟

ــ فاطمة الزهراء عمور- وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني

قرأت قبل سنوات كتابا مهما للمفكر الأمريكي “ويندل بيري” حول الاقتصاد الاجتماعي/الأسري، ومستعد لتقاسمه معك على أن تشرحي لي معنى “التضامني” وبناء على فهمي سيصبح للفقراء من أمثالي حق معلوم في “خيرات” أصحاب الثروة..

ــ عبد اللطيف ميراوي- وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار

اعجبني اسم “الابتكار” هيا نطوف على مدن المغرب وقراه لنحصي كم كفاءة وكم مخترعا وكم حامل مشروع حيوي ليست لديه واسطة ولا مسلك إلى الرباط، لنقدم لهم الدعم الكامل ونمسح عنهم غبار النسيان والتشهميش وننقدهم من اليأس ويتولوا هم تحقيق قفزة صناعية وعلمية لبلادنا…فاش تركيا مثلا أحسن منا؟

ــ ليلى بنعلي- وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة

والله ما فهمت علميا معنى الانتقال الطاقي..وكل ما أتمنى هو أن ترتفع اسعار ليصانص والمازوط ملي تغلا في العالم وترخاص عندنا ملي ترخاص في السوق العالمية…إيه نسيت: بغيتكم توزعوا مولدات الطاقة الشمسية على فقراء المغرب بالمدن والبوادي لأن الضو غلا بزااااف  

ــ محمد عبد الجليل- وزير النقل واللوجيستيك

هناك مغربي مقيم بكندا اسمه عدراوي يشتغل سائقا مهنيا وله كتاب ونظريات في إصلاح النقل واللوجستيك بالمغرب…ومن أمثاله كثيرون..استعينوا بهم وخليو طاقات أبنائنا تصرف هنا ولا تهدر هناك.

محمد مهدي بنسعيد- وزير الشباب، والثقافة والتواصل

ــ لا أدري سبب تبرعي عليك دائما بالألف واللام فتصبح “المهدي”، عموما، يعتبر كثيرون وزارتك ليست وازنة، وأنا أعتبرها أخطر حقيبة حكومية: الشباب هم الأمل ولا مستقبل لشعب بلا ثقافة و”التواصل” أخطر سلاح معاصر. هل يمكن أن تسعدني يا بنسعيد بأمر بسيط: عندنا مبدعون وصحافيون كبار وكتاب كيموتو بالكعز..لا ثروة لا صحة لا دوا لا تأمين لا تقاعد لا بوكليب..اعتبرهم في عوض والديك وعلى هذا الأساس تحرك.

عواطف حيار- وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة.

استبشرت باسمك “عواطف” وعسى أن تمتعي من هم بحاجة إلى التضامن والإدماج بطاقة كافية من عاطفة الاهتمام والرعاية، لأن الأسرة المغربية باتت مهددة بأخطر الأمراض الاجتماعية: اليتامى والمشردون والمتخلى عنهم..كلهم وغيرهم أمانة عندك.

www.achawari.com

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد