جيل “زاد” يواصل الاحتجاج..أخنوش “يتأسف” وبايتاس يقر بالتقصير

 الشوارع ــ متابعة
أوشكت حركة شباب “زاد” على طي أسبوع من مظاهراتها الصاخبة في مختلف المدن المغربية، وتراوحت الفعاليات بين الاحتجاج السلمي وأعمال العنف في مناطق متفرقة وصلت حدودا لا عهد للمغاربة بها شعبا وسلطات، ولا يبدو أن هناك أفقا زمنيا لانتهاء حركة الشارع الغاضبة، في ظل حديث محتشم وبارد للحكومة المغربية.

استمرار الاحتجاج:
ولليوم السادس على التوالي، تشهد مدينة الدار البيضاء وقفة احتجاجية حاشدة لشباب حركة “جيل زد” في ساحة الأمم المتحدة، وذلك تلبية لدعوة مجموعة “جيل زد 212” للخروج للاحتجاج عند الساعة الخامسة مساء، للمطالبة بإصلاحات في التعليم والصحة ومحاربة الفساد.

وكان لافتا أن سمحت السلطات لليوم الثاني على التوالي للمحتجين بالتظاهر في وسط المدينة، بعد منعهم طيلة أربعة أيام سابقة.

ورفع المحتجون شعاراتهم المطالبة بـ”الصحة أولاً قبل كأس العالم” و”التعليم الجيد”، كما رفعوا شعارات تطالب أخنوش بالاستقالة من قبيل “أخنوش يطلع برّا”، وذلك في أول تفاعل للشباب مع دعوته اليوم خلال مجلس الحكومة للحوار مع الشباب في الفضاءات العامة والمؤسسات.

أخنوش “يتأسف ويتجاوب”

وتأسف عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، اليوم الخميس، “للتطورات التي وقعت خلال اليومين الماضيين بعدد من مدن المملكة والتي عرفت تصعيدا خطيرا مس بالأمن والنظام العامين، وأدى إلى إصابة المئات من أفراد القوات العمومية وإلحاق الضرر بالممتلكات العامة والخاصة”، مبرزا أنه تم “تسجيل وفاة ثلاثة أشخاص رحمهم الله”.

ووفق وزارة الداخلية، تتعلق الوفيات بأعمال العنف والشغب التي وقعت أمس الأربعاء بالقليعة بعمالة إنزكان أيت ملول، حيث حاولت مجموعة من الأشخاص الاستيلاء على الذخيرة والعتاد والأسلحة الوظيفية بمركز للدرك الملكي، أسفرت عن تسجيل 3 وفيات.

ونوّه أخنوش خلال بداية أشغال المجلس الحكومي، بالتدخلات النظامية لمختلف الهيئات الأمنية التي تواصل أداء واجبها الدستوري في حماية الأمن والنظام العامين وصون الحقوق والحريات الفردية والجماعية”، مؤكدا أن “الحكومة، عبر مختلف الأحزاب المكونة لها، قامت بالتفاعل مع مطالب التعبيرات الشبابية”.

وشدد أخنوش على أن الحكومة “تعلن تجاوبها مع هذه المطالب المجتمعية واستعدادها للحوار والنقاش من داخل المؤسسات والفضاءات العامة”، مجددا مرة أخرى التأكيد على أن “المقاربة المبنية على الحوار هي السبيل الوحيد لمعالجة مختلف الإشكالات التي تواجهها بلادنا وتسريع وتيرة تفعيل سياسات العمومية موضوع المطالب الاجتماعية بما يساهم في تحقيق الطموح المشترك لجميع المغاربة”.

بايتاس….يتكلم ويعترف:
ن جهته، وبعد صمت ثقيل دام قرابة أسبوع أقر مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة، اليوم الخميس أيضا، بأن ما تم القيام به في القطاعات الاجتماعية غير كاف، مؤكدا وعي الحكومة بالتأخر الحاصل في قطاعي الصحة والتعليم، واعتبر أن تصوراتها ليس منزهة عن الخطأ.

وقال الوزير فللصحافيين إن الحكومة منذ الوهلة الأولى تفاعلت مع الاحتجاجات الشبابية عبر مستويات، أولها اجتماع الأغلبية برئاسة أخنوش وقد عبرت الأغلبية والحكومة عن تفهمها للمطالب، وللصوت الذي عبر عنه الشباب، وقالت إنها في إنصات كامل للمطالب الاجتماعية، وعبرت الحكومة عن الانخراط في الحوار الذي يجب ان يكون من طرفين.

وأوضح أن الحكومة مستعدة حالا للحوار، لكن كي يكتمل هذا الحوار يجب انخراط الطرف الآخر ويقدم تصوره واقتراحاته لتجويد المنظومة الصحية التي ورثت أمراضا مزمنة.

وأكد أن ما تم إنجازه غير كاف، وينبغي بذل مجهود أكبر، وهو ما تعكف عليه الحكومة، وهي في حاجة للإنصات لهذه الاقتراحات لكي تتفاعل معها في إطار ما هو متعارف عليه في أدبيات الحوار، مبرزا أن الحوار ليس فقط مع الحكومة بل في كل الفضاءات التي تحقق هدف تقديم الاقتراحات.

أصداء الحراك :
ومن خارج حدود المغرب، طالبت اللجنة الدولية للحقوقيين السلطات المغربية بالإفراج الفوري عن جميع المعتقلين الذين لا تتوافر ضدهم أدلة على ارتكاب مخالفات جنائية، وإسقاط أي تهم “واهية”، حيث أشارت في بلاغ صحفي إلى أن “ما لا يقل عن 193 شخصا وُجهت لهم اتهامات مختلفة، فيما وُضع أكثر من 409 آخرين رهن الحراسة النظرية”.

وذكر البلاغ أنه “رغم الطابع السلمي العام لهذه الاحتجاجات، فقد شهدت مدن عدة مثل إنزكان وسلا ووجدة أعمال عنف تمثلت في إحراق سيارات وبنوك، فضلا عن مواجهات عنيفة بين قوات الأمن والمحتجين”.
ووفق ما أورده البلاغ، فإن الوضع شهد تصعيدا خطيرا يوم فاتح أكتوبر بمدينة القليعة، حيث قتل عنصران من المتظاهرين برصاص قوات الأمن التي بررت ما جرى بأنه دفاع عن النفس .
وزاد البلاغ أنه “في حادث آخر بمدينة وجدة بتاريخ 30 شتنبر، أصيب أحد المحتجين بجروح بليغة بعدما صدمته سيارة تابعة للشرطة. ورغم هذه الحوادث، شددت مجموعة “جيل زد 212″ الداعية إلى هذه المظاهرات على ضرورة التزام السلمية في جميع التحركات.”
تعليق:

الحال الحال يا اهل الحال…إيمتا يصفى الحال؟

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد