دلمي/ بليزيد..”الصباح” و “ليكونوميست”: 3 خيارات فقط لتفادي الإفلاس

الشوارع

بعد سنوات طويلة من التألق وجني الثمار من دجاجتين اسمهما “الصباح” و “ليكونوميست”،كانتا تبيضان ذهبا لملاك شركة “إيكوميديا”، أكملت الطبيعة دورتها وجاء موسم القحط والجفاف.

هذا مضمون خبر نشره موقه “برلمان.كم” ذكر فيها أن مالكي  “مجموعة “ايكو ميديا” ينتظرون “الشاري” بالرغم من مرور عدة أشهر على قرارهم بيعها بعد الفشل الذي تعرضت له الصفقة، حسب تقارير إعلامية، مع مجموعة عزيز أخنوش”.

واضاف الموقع استنادا إلى مصادر من داخل المجموعة الإعلامية أن الأخيرة، “وبعد فترة ازدهار دامت عدة سنوات، بدأت تعيش صعوبات في مختلف فروعها، مما لا يساعد على ايجاد مستثمر جديد يحمل مشعل المشروع”.

وفي التفاصيل فإن يوميتي “ليكونوميست” و”الصباح”، تراجعت نسبة مبيعاتهما  بشكل كبير بسبب تطور وتقدم الجرائد والمواقع الالكترونية، وهذه الوضعية نتج عنها انخفاض المبيعات، وبالتالي انخفاض “الإعلانات و الإشهار الذي يشكل أهم موارد “ايكو ميديا”.  

وزاد الموقع في وصف أسباب هذه الأزمة التي تمر منها مجموعة دلمي وبليزيد ونادية صلاح أن المجموعة لم تفلح في “التلاؤم مع العصر بانشاء موقع أو جريدة إلكترونية قوية في مستوى حجمها ومجدها السابق، رغم محاولتها التي بقيت جد محدودة”.

واضافت مصادر برلمان.كوم، أن “أطلنتيك راديو”، التابع لإيكوميديا بدوره فشل في  أن “يحتل الصدارة كما رغب في ذلك مسؤولو المجموعة، رغم الإمكانيات المادية التي ضخت فيها ورغم توفرها على أُطر يشهد الجميع بكفاءاتها”.

ووصلت مظاهر الفشل إلى مدرسة التكوين التابعة للمجموعة،  والتي “تعاني بدورها من منافسة شرسة على الساحة الوطنية، خاصة وأن خريجيها يعانون الأمرين قبل ولوجهم عالم الشغل”.

وفي نهاية القصة الخبرية أورد الموقع رأيا على لسان مصدر قال إنه من داخل إيكوميديا نصح  عبد المنعم الديلمي ب”إعادة النظر في هيكلة “إيكو ميديا” وضخ دم جديد على مستوى مواردها البشرية قصد إعادة البريق لهذه المجموعة الرائدة والاستثنائية في المغرب”.

تعليق:

الذين لا يعرفون “إيكوميديا” من باطنها  من حقهم أن يستغربوا وصولها إلى هذا المآل، رغم مظاهر الثراء و ملامح “اللوكس” شكلا ولوجيستيكا. ولكن من يعرفون مطبخها الداخلي قد يستغربون كيف بقيت صامدة إلى يومنا هذا ولم تنهر فوق رؤوس أصحابها.

أصحاب المجموعة ليسوا مثقفين ولا إعلاميين في الأصل، إنهم مستثمرون يبحثون عن الثروة والربح، وهذا حقهم، لكنهم يمثلون النموذج الفصيح لصحافة المستثمر، لا صحافة المهني، في المغرب.

لقد وضع رهن إشارة “إيكوميديا”، سيما اثناء وبعد إطلاق “الصباح” ،من الإمكانيات ليس فقط ما يكفي لتكون وتظل في صدارة صحف المغرب، وإنما أن تصير مع الوقت وجه المغرب في الخارج.

ولما جاءت موجة الإذاعات الخاصة كانت المجموعة ممن منحت رخصة إطلاق أذاعتها “اطلنتيك راديو” بكل أريحية، ورغم الإمكانات عجزت على المنصة عن إطلاق صواريخ مهنية حقيقية، وظلت تتخبط في مكانها.

إن مشكلة “إيكوميديا” في ناسها، وهم عوامل نجاحها وفشلها ويا للغرابة، وهم السبب في وعدم القدرة على تطويرها ولا تشغيل المواهب التي تقدر على الإبداع والخلق.

اسألوا من عايشوا ولادة الصباح ليحدثوكم عن شكل المولود في سنواته الأولى، وانبشوا في أرشيفها وستجدون أنه لم يبق من المنتوج الاصلي الراقي سوى لون “اللوغو”، واللافت أن اليومية ما استطاعت تطوير نفسها ولم تغير حتى “الماكيط الأول” طيلة قرابة عشرين سنة..وبعد هذا يتساءلون عن سبب التراجع؟

ومع كل ما سلف، يجب أن نكون منطقيين، فالمجموعة المنتجة للصباح وأختها المفرنسة أدت كثيرا من الأدوار التي خلقت من أجلها، وليست الأرباح إلا جزءا منها، وللإنصاف فإن قيادتها الإدارية والتحريرية استنفذت كل رصيدها وطاقتها الافتراضية وتعبت وصار من حقها أن ترتاح وتتنعم بالأموال التي راكمتها.

وفي النهاية، فإن المنطق الاقتصادي/السوقي الذي يؤمن به دلمي ويفهمه بليزيد جيدا يقول: “السوق مبقاش قابلكم، جيبو لي يفهم يسير البيعا وشريا، أو قلبوا على الشاري وتفكوا..أو سدوا الحانوت.”

 WWW.ACHAWARI.COM

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد