انتقل إلى عفو الله اليوم الإثنين قامة من قامات فن كناوة بالمغرب،ويتعلق الأمر بالمعلم مصطفى باقبو، بعد معاناة طويلة مع المرض، عن عمر ناهز 72 عاما.
وفي اتصال مع SNRTnews، أكدت زوجة الراحل وشقيقه محمد باقبو،خبر الرحيل، مفيدين أنه مر بمراحل علاجية دقيقة في الفترة الأخيرة، قبل أن تتدهور حالته مجددا.
وتوفي المعلم الكناوي بمنزله الكائن بدوار العسكر بمدينة مراكش، وسيوارى الثرى بعد صلاة العصر بمقبرة باب أغمات بمراكش، وفقا لعائلته.
من جهته عبر المعلم علي كان عن حزنه الشديد لفقدان الطائفة العيساوية واحد من أعمدتها، قائلا لـSNRTnews: : “ببالغ الحزن علمت بوفاة صديقي وأخي المعلم مصطفى باقبو، الذي كان أحد أيقونات فن كناوة، الذي رغم مرضه، حرص على حضور ليلة فنية نظمناها قبل خمسة عشر يوما، وكان شغفه وحبه للموسيقى الكناوية بلا حدود.”
كما قدمت نايلة التازي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم ورئيسة جمعية “يرما كناوة”، تعازيها للطائفة الكناوية، حيث كتبت على صحفتها الخاصة بموقع “فيسبوك”:”ببالغ الحزن والأسعى ننعى وفاة المعلم الكبير مصطفى باقبو. لقد فقدت الساحة الفنية المغربية رمزا من رموزها البارزين. أقدم خالص التعازي إلى أسرته، وإلى الطائفة الكناوية في المغرب، وإلى الأسرة الفنية الكبرى، وكل عشاق فن كناوة.”
ولد الفنان الراحل سنة 1953 في مراكش، وسط أجواء صوفية كناوية متوارثة، حيث تلقى تعاليم هذا الفن الأصيل على يد والده، المعلم العياشي باقبو، ومنذ سنوات شبابه المبكرة، أبان عن موهبة متفردة مكنته من أن يصبح أحد أبرز الأسماء الكناوية في المغرب.
وخلال عقد السبعينيات، التحق المعلم باقبو بالمجموعة الغنائية الشهيرة جيل جيلالة، وساهم في إثراء الحركة الموسيقية الشعبية المغربية آنذاك، خصوصا من خلال دمجه بين روح كناوة وألوان موسيقية أخرى.
لم تقتصر مسيرة الراحل على المشهد المحلي، بل امتدت إلى المحافل الدولية، حيث شارك في مهرجانات وتظاهرات موسيقية في الولايات المتحدة، والصين وأوروبا، مقدما الفن الكناوي في صيغته التقليدية وأيضا عبر مزجه مع أنماط موسيقية عالمية.
وكانت آخر إطلالة فنية للفنان باقبو على مخبيه خلال الدورة الأخيرة من مهرجان كناوة وموسيقى العالم، حيث اعتلى المعلم المنصة وتحدث “المعلم” المراكشي إلى جماهير مهرجان كناوة عبر آلة “الكمبري” في ليلة كناوية ستبقى خالدة في ذاكرة الفن المغربي الأصيل.