استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم أمس الخميس، فيلسوف الأخلاق، المفكر المغربي طه عبد الرحمن في العاصمة أنقرة، في بادرة تكريمية.
ووفق وكالة الأنباء التركية “الأناضول”، فإن أردوغان استقبل الفيلسوف المغربي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة بعيدا عن وسائل الإعلام.
وحسب نفس المصدر، فإن اللقاء الذي جرى بين الطرفين، ضم أيضا زوجة المفكر المفكر المغربي.
وأشارت الوكالة إلى أن طه عبد الرحمن أستاذ في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق، ويزور تركيا حاليا، ويشارك في ندوات ومحاضرات تشهد حضورا من الأتراك طلابا وأكاديميين وشخصيات سياسية.
في قلب أنقرة:
وفي حدث كبير احتضنته أنقرة، كُرم فيلسوف الأخلاق كما يلقب، المغربي الدكتور طه عبدالرحمن بجائزة المتفكر الكبرى السنوية التي يقدمها معهد التفكر الإسلامي.
و جاء التكريم خلال محاضرة هامة ألقاها الدكتور طه عبدالرحمن حول كيفية التفكير بطريقة إسلامية، حيث تناول الفيلسوف الفرق بين مفهومي التفكر والتفكير وأهمية كل منهما في الحياة اليومية والعلمية.
وتابع المحاضرة عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم نائب رئيس الجمهورية جودت يلماز، ووزير الدفاع التركي السابق، ووزير النقل التركي، ووزير السياحة والثقافة، ورئيس مؤسسة YTB، بالإضافة إلى عدد من الأكاديميين والطلبة. في خطابه التكريمي للدكتور طه، قال رئيس شؤون الديانة الأسبق ورئيس معهد التفكر الدكتور محمد غورماز: “يأتي هذا التكريم تقديراً لمجهوداته الكبيرة في إنشاء فلسفة إسلامية أصيلة تجيب عن أسئلة العصر، وإعادة الأخلاق إلى مركز الحياة الفكرية الإسلامية، وتأكيده أن فصل الدين عن الأخلاق هو فصل الدين عن نفسه.
نبذة عن الفيلسوف:
و طه عبد الرحمن (80 عاماً) فيلسوف ومفكر مغربي، متخصص في المنطق وفلسفة اللغة والأخلاق ويعد أحد أبرز الفلاسفة والمفكرين في مجال التداول الإسلامي العربي منذ بداية سبعينيات القرن العشرين، ألف كتباً عديدة تنوعت موضوعاتها بين المنطق والفلسفة وتجديد العقل ونقد الحداثة.
حصل عبد الرحمن على جوائز عدة بينها: جائزة المغرب للكتاب مرتين، وجائزة الإسيسكو في الفكر الإسلامي والفلسفة عام 2006، وجائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية عام 2014، وأخيراً جائزة المتفكر لمعهد التفكر الإسلامي عام 2024 بأنقرة، كما سبق وألقى محاضرة في قصر قرطاج بدعوة من الديوان الرئاسي للجمهورية التونسية، وبحضور الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي وعدد من رجال الفكر والسياسة والإعلام عام 2013.
صدر للمفكر المغربي طه عبد الرحمان حوالي عشرون كتاباً أنجزت حولها دراسات ورسائل جامعية، بينها “اللغة والفلسفة.. رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود”، و”المنطق والنحو الصوري”، إضافة إلى “العمل الديني وتجديد العقل”، و”تجديد المنهج في تقويم التراث”، و”سؤال العمل بحث عن الأصول العملية في الفكر والعلم”، و”روح الدين من ضيق العَلمانية إلى سعة الائتمانية”.
وبدأ مسيرته الأكاديمية من جامعة محمد الخامس بالرباط حيث حصل على إجازة في شعبة الفلسفة، قبل السفر إلى فرنسا لمتابعة دراسته في جامعة السوربون، والحصول على إجازة ثانية في الفلسفة ثم دكتوراه السلك الثالث عام 1972 في موضوع “اللغة والفلسفة: رسالة في البنيات اللغوية لمبحث الوجود”.
وعاد المفكر المغربي إلى المغرب أستاذا في جامعة محمد الخامس بالرباط يدرّس المنطق وفلسفة اللغة، ليحصل عام 1985 على دكتوراه الدولة بأطروحة عنونها بـ”رسالة في الاستدلال الحجاجي والطبيعي ونماذجه”.
كما استغل أستاذاً للمنطق والفلسفة في الجامعة ذاته منذ عام 1970 إلى 2005، وهو اليوم عضو في “الجمعية العالمية للدراسات الحِجَاجية” وممثلها في المغرب، وعضو في “المركز الأوروبي للحجاج”، ورئيس منتدى الحكمة للمفكرين والباحثين بالمغرب.