قبل “الواشنطن بوست” بألف عام كان المغرب..إنما..لكن..BUT

 الشوارع/المحرر

تسابقت الصحف والمواقع على الترويج لمقال رأي للواشنطن بوست والترويج له وكأنه قرار سياسي أمريكي لا رجعه فيه أو قرار لمجلس الأمن، لا بل كأنه وحي أوحي به لا راد له.

والحقيقة أن ترديد قبيلة الميديا لكل ما يقوله أو يكتبه أو يتغوطه إعلام الغرب بأسلوب ببغاوي لا يضيف شيئا إلى حقيقة مركب النقص والانسحاق أمام كل ما يأتي من وراء المحيط.

وقد يكون هناك بعض العذر في الشق المتعلق بشح المعلومة بين ظهرانينا وسيادة الغث والعملات الرديئة في سوق مشهدنا الإعلامي والسياسي.

 ماهو الفتح المبين الذي أتت به الواشنطن بوست؟

 تحدثت افتتاحية هذا المنبر الأمريكي لعدد يوم السبت،  عن سجن الصحافيين سليمان الريسوني وعمر الراضي وقالت رأيها بشأن حقوق الإنسان في المغرب، ووضعت الأمر في سياق الإعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء مقابل التطبيع مع الكيان الإسرائيلي..

وتصف الصحيفة الأمريكية أن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء بكونه من أكثر المشاكل السياسة الخارجية إحراجًا التي ورثتها إدارة بايدن.

 وترى أيضا أن ترامب لم يتصرف بناءً على مزايا القضية، ولكن باعتبارها جزءا من صفقة تهدف إلى حث المغرب على تطوير علاقاته مع إسرائيل، لتخلص إلى أنها “كانت مكافأة غير عادلة وغير ضرورية لنظام أصبح استبداديًا أكثر فأكثر”، حسب تعبير محرر الافتتاحية.

طيب، ما الجديد في الخطاب؟ ولماذا الآن؟ وما الذي ينبغي للمغرب التصرف وفقه؟ وماذا عن مسؤوليتنا داخل بيتنا ومطبخنا؟

 أولا، تأتي هذه الافتتاحية المطروزة طرزا سياسيا يفضحه التوقيت والسياق، ذلك أن الافتتاحية ما هي إلا رد مباشر على ما ورد بالموقع الأمريكي  “أكسيوس” الذي نقل عن مصادره طون وزير الخارجية الأمريكي بلينكن قال إن إدارة بايدن لن تتراجع عن سياسة ترامب على الأقل في الوقت الراهن” أي أن ليس هناك تراجع كما يحب أن يروج له الأعداء والخصوم.

 ثانيا، الصحيفة تتحدث عن “استبداد أكثر فأكثر”، ويا سبحان الله لم يظهر لهم هذا “الاستبداد” إلا اليوم واليوم فقط. فأين كانت عيون وأقلام صحافييهم عندما كانت اتفاقيات التطبيع توقع بالرباط على مرأى ومسمع من العالم؟

واين كان “الاستبداد” مختفيا عندما كان ترامب يغرد ويرقص ويغني و سفيره بالرباط يلتقط الصور مع الخريطة الكاملة للمغرب؟

وأين اختفى “الاستبداد” عندما كان كوشنر وإيفانكا يقومان برحلات مكوكية بين الرباط وواشنطن والشرق الأوسط؟

 هل كان صحافيو الواشنطن بوسط في عطلة جماعية أو في إضراب عن العمل أم تعطلت المطابع والإنترنت بأمريكا قرابة نصف سنة؟

 الأمور واضحة وتحرك اللوبي المناهض لمصالح المغرب أمر ليس بخاف، بل هو طبيعي جدا في الحياة السياسية الأمريكية القائمة أساس على “اللوبيينغ”.

حتما، المغرب شغال ليل نهار هناك عبر لوبيهاته ويفعل أوراقه، وهذا حقه.

سيظل الغرب يلعب معنا وعلينا ورقة حقوق الإنسان ليس من باب اعتقاده بها ولكن من باب التوظيف المراد به الضغط حسب المصالح والمناسبات. وهنا اللوم علينا  لا عليهم. فما الذي كان يجب ــ ويجب ــ أن يقوم به المغرب لسد كل هذه النوافذ التي تدخل منها أصابع “البراني” ومعه غير قليل من نتانة الذباب المأجور والمسعور والموتور والمغرور..إلخ؟

ــ ألف: مراجعة ثورية لوضعية حقوق الإنسان وحرية التعبير عبر مصالحة شاملة تعيد روح أيام الإنصاف والمصالحة…لتبقى روح العهد الجديد مشرقة.

ــ باء: في الإعلام، لابد من تسليم المخيط للخياط وإطلاق فرسان المهنة وتمكينهم من الوسائل كلها للنهوض بالقطاع، وبهذا ستختفي الأصوات الشعبوية وإفرازات السيبة الرقمية حينما تتسيد الكفاءات ويعلو كعب المبدعين في الصحافة والإعلام..نقطة زيت تعلو على آلاف الأمتار المكعبة من الماء. تلك سنة كونية.

ــ جيم: إطلاق يد القضاء ليقوم بدورين متكاملين: تطهير القطاع من كل الشوائب التي أفقدت الناس الثقة في التقاضي، مع تعزيز استقلالية السلطة القضائية عبر إعطاء أمثلة حية بمحاسبة حقيقية للفاسدين دون استثناء.

كل أمصال وأدوية علاج أمراضنا بين أيدينا، فإما أن نبادر أو أن النوافذ التي تدخل منها كل الروائح العطنة وأصابع الابتزاز والعمالة والنذالة ستتسع، ومع اتساعها سيتسع الخرق على الراقع.

 www.achawari.com

 

 

 

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد