قضية ليلى والمحامي..نموذج للثقوب السوداء في عدالتنا المغربية

الشوارع

بعد قرن مثلا سيكون المغرب مغربا آخر. سيأتي جيل أحفادنا ــ طلبة شعبة التاريخ أو القانون مثلا ــ سينجزون فرضا أو عرضا عن العدالة في مغرب القرن 21، وسيبحثون في غوغل أو غيره من محركات بحث المستقبل وسيعثرون على قصة “ليلى والمحامي”.

سيستغربون وقد لا يصدقون، وربما يعتبرون الأمر قصة خيالية أو تدليسا على التاريخ القضائي بمغرب الأمس، أمسهم/حاضرنا الكاريكاتوري.

فليلى، التي تقبع في السجن وقعت في ما تقع فيه كثيرات من بنات هذا الوطن: تزوجت من غير عقد زواج وأنجبت من رجل متزوج.

 عاشرها مدة فأنجبت منه وصار الإثنان أمام الأمر الواقع: الطفلة نور تحتاج إلى ثبوت نسب، لكن الأب المحامي وزوجته المحامية فرضا ظلام السجن على الوليدة “نور”.

لأن المحاميين /الزوجين يعرفان سراديب القضاء والمحاكم، ولأن للزوج ارتباطات حزبوية فقد كانت النتيجة أن ليلى بدل أن تثبت للبنت نسبا ألقي بها في غياهب السجن، بعد أن توبعت بالابتزاز والفساد.

كين شي فساد قد ما وقع؟ مخلوقة بريئة مصيرها الضياع كما ضاعت أمها التي يجب أن نبكي عليها بدل أن نتفرج على فريق من مخربقي المحاماة والعدالة يتلاعبون بمصير مواطنين؟

اللافت ليس فقط ما حصل لليلى بل هذا الصمت المريب من أدعياء ودعيات الدفاع عن حقوق المرأة. هؤلاء لا يحلو لهن النضال سوى حينما يتعلق الأمر بقضايا التعري والتفسخ والتحلل المتعفن. هؤلاء لا يفهمون للحداثة معنى إلا إذا كانت تعني هتك الثوابت وما تواضعت عليه الأمة المغربية من مبادئ وقيم.

ليل المغرب لن تكون له نسائم إلا إذا أنصفت ليلى ضد الظلام..من أجلها ومن أجل “نور”.

www.achawari.com

 

تعليقات الزوار
جاري تحميل التعاليق...

شاهد أيضا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. موافقالمزيد